ღمنُتَدىْ مَلاكّ اِسِمٰاعيلْ الكنّزُ ّمهمَا صٰارْღ
اهلا بالزائراتْ العَزيزاتّ
مرحباً بكي ونِتمنَى تَسجيلكِ وإنضِمْامكِْ معنـِا
في منتِداناْ

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Voxm4


ღمنُتَدىْ مَلاكّ اِسِمٰاعيلْ الكنّزُ ّمهمَا صٰارْღ
اهلا بالزائراتْ العَزيزاتّ
مرحباً بكي ونِتمنَى تَسجيلكِ وإنضِمْامكِْ معنـِا
في منتِداناْ

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Voxm4


ღمنُتَدىْ مَلاكّ اِسِمٰاعيلْ الكنّزُ ّمهمَا صٰارْღ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ღღاَهْلاً وَ سَهّلٓاً فِيكُ يا زائر منؤرة المنتدى يا قمرر ღღ
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة

اذهب الى الأسفل 
+10
مرام
malak kanz
عاشقة رغد
hanan22
عاشقة الكويت
بتولة الامورة
♥ڔڼــــۉؤۉشَـۃ♥
تحياتي لمن دمر حياتي
عاشقة طيور الجنة الابداع
*وردة من الذهب*لانا
14 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
*وردة من الذهب*لانا
ادارة المونت
ادارة المونت
*وردة من الذهب*لانا


انثى
عدد المساهمات : 2953
تاريخ التسجيل : 09/07/2012
تاريخ الميلاد : 20/10/1998
العمر : 25
الموقع : 8
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : nhg

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالإثنين أغسطس 06, 2012 4:48 pm

· عن المبرّد قال: حدثني أحمد بن المعدل البصري قال:
كنت جالسا عند عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون, فجاءه بعض جلسائه فقال:
أعجوبة!
قال: ما هي؟

قال: خرجت الى حائطي بالغابة, فلما أن أصحرت وبعدت عن بيوت المدينة تعرّض لي رجل,
فقال: اخلع ثيابك.
فقلت: وما يدعوني الى خلع ثيابي؟
قال: أنا أولى بها منك.
قلت: ومن أين؟
قال: لأني أخوك وأنا عريان وأنت مكتس.
قلت: فالمواساة؟

قال: كلا. قد لبستها برهة, وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها.

فلت: فتعريني وتبدي عورتي؟

قال: لا بأس بذلك. قد روينا عن مالك أنه قال: " لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا".

قلت: فيرون الناس عورتي؟

قال: لو كان الناس يرونك في هذه الطريق ما عرضت لك فيها.

فقلت: أراك ظريفا, فدعني حتى أمضي الى حائطي وأنزع هذه الثياب, فأوجه بها اليك.

قال: كلا. أردت أن توجه الي أربعة من عبيدك, فيحملوني الى السلطان, فيحبسني ويمزق جلدي, ويطرح في رجليّ القيد.

قلت: كلا. أحلف لك ايمانا أني أوافي لك بما وعدتك ولا أسؤوك.

قال: كلا. روينا عن مالك أنه قال:" لا تلتزم الايمان التي يحلف بها اللصوص".

قلت: فأحلف أني لا أحتال في أيماني هذه.

قال: هذه يمين مركبة على اللصوص.

قلت: فدع المناظرة بيننا, فوالله لأوجهن لك هذه الثياب طيبة بها نفسي.
فأطرق, ثم رفع رأسه

وقال: تدري فيم فكرت؟

قلت: لا.

قال: تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم الى وقتنا هذا, فلما أجد لصا أخذ نسيئة, وأكره أن أبتدع في الاسلام يكون عليّ وزرها ووزر من عمل بها بعدي الى يوم القيامة.
اخلع ثيابك.

قال: فخلعتها ودفعتها اليه, فأخذها وانصرف.


....

في ذكر حيل اللصوص
وأخبار عن ذكائهم

من كتاب لابن الجوزي

.......

اتمنى تنال القصة على أعجابكم

مودتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maloka.hooxs.com/
عاشقة طيور الجنة الابداع
مميزتنا
مميزتنا
avatar


انثى
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 30/07/2012
تاريخ الميلاد : 05/05/1999
العمر : 25
الموقع : ملاك اسماعيل الكنز مهما صار

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالأربعاء أغسطس 08, 2012 10:00 pm

روووعة شكرا حياتتيي كتييرحلووة زيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*وردة من الذهب*لانا
ادارة المونت
ادارة المونت
*وردة من الذهب*لانا


انثى
عدد المساهمات : 2953
تاريخ التسجيل : 09/07/2012
تاريخ الميلاد : 20/10/1998
العمر : 25
الموقع : 8
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : nhg

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالخميس أغسطس 16, 2012 7:50 pm

شكراااااااااااااا ع الردود يا عسل[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maloka.hooxs.com/
عاشقة طيور الجنة الابداع
مميزتنا
مميزتنا
avatar


انثى
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 30/07/2012
تاريخ الميلاد : 05/05/1999
العمر : 25
الموقع : ملاك اسماعيل الكنز مهما صار

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالإثنين أغسطس 20, 2012 12:41 pm

رووووووووووووووووووووعة حياتيييييييي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تحياتي لمن دمر حياتي
نائباتنا
نائباتنا
تحياتي لمن دمر حياتي


انثى
عدد المساهمات : 2951
تاريخ التسجيل : 10/09/2012
تاريخ الميلاد : 27/02/2000
العمر : 24
الموقع : العراق البصرة
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : ى

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالخميس سبتمبر 13, 2012 6:47 pm

يسلمو على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥ڔڼــــۉؤۉشَـۃ♥
نائباتنا
نائباتنا
♥ڔڼــــۉؤۉشَـۃ♥


انثى
عدد المساهمات : 3122
تاريخ التسجيل : 25/07/2012
تاريخ الميلاد : 08/03/1997
العمر : 27
الموقع : ملوكـ غير ـة
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : ى

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 1:53 pm

:يسلمو ياقمر:
:مية مية: :مية مية: :مية مية: :مية مية:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تحياتي لمن دمر حياتي
نائباتنا
نائباتنا
تحياتي لمن دمر حياتي


انثى
عدد المساهمات : 2951
تاريخ التسجيل : 10/09/2012
تاريخ الميلاد : 27/02/2000
العمر : 24
الموقع : العراق البصرة
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : ى

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالخميس سبتمبر 27, 2012 8:57 pm

:fgn:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بتولة الامورة
مراقباتنا
مراقباتنا
بتولة الامورة


انثى
عدد المساهمات : 1795
تاريخ التسجيل : 13/08/2012
تاريخ الميلاد : 18/09/1999
العمر : 24
الموقع : في قلب بلدي الحبيب العراق
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : ا

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالجمعة سبتمبر 28, 2012 1:39 pm

اقال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة الكويت
مشرفاتنا
مشرفاتنا
عاشقة الكويت


انثى
عدد المساهمات : 1062
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
تاريخ الميلاد : 09/10/1999
العمر : 24
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : للفلا

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالجمعة سبتمبر 28, 2012 8:48 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hanan22
مشرفاتنا
مشرفاتنا
hanan22


انثى
عدد المساهمات : 492
تاريخ التسجيل : 10/09/2012
تاريخ الميلاد : 06/06/1997
العمر : 26
الموقع : جوجل

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 9:57 pm

قصه عن الصداقه قصه طويله ومبكيه

حبيت اقووولكم اقصــه طوويله الي دآخل بس عشان يزيد المشاركات الرجآء لايدخل

والله يحب يقرآهآ يتفضل



(1)
الصداقه من اقوى العلاقات الانسانيه,علاقه يميزها انها تجمع عدة مشاعر واحاسيس في اطارها مثل المحبه ،التضحيه وغيرها.
يمكن اغلبنا او اقدر اقول يمكن كلنا حصلت له مواقف مع اصدقاءه منها الحلو ومنها المر,منها اللي تقوي العلاقه ومنها اللي تنهيها.
قصتي تتكلم عن هالموضوع,تقدرون تقولون انها تحمل مشاعر اكثر منها احداث لكني قررت بعد تفكير طويل اني اعرضها للناس عشان يستفيدون منها.
احنا كمجتمع للرجال حدود الصداقه غالبا معروفه عندنا واغلبها تكون للوناسه والمصلحه,انا مااقول الكل بس اكثرها لكن اللي صار معي شي ثاني وهاذي قصتي...
في عام1408هـ ,كنا تونا منتقلين لمدينه الرياض والدراسه بدت من اسبوعين تقريباكنت في سنه رابعه ابتدائي دخلت فصلي الجديد وسوا الاستاذ تعارف بسيط بيني وبين الطلاب,لما جا وقت الراحه طلع الجميع الا انا ,دخل ولد اسمراني شعره حوسه واسنانه الاربع الاماميه اللي متكسر واللي طايح,مشمر اكمامه ووجهه كله مخوش وحالته لله الا انه رغم كل هالبلاوي فيه شيء يخليها مو باينه!!..
قعد يحوس في شنطته ساعه وكل دقيقه يطلع خرابيط وكل شوي يرفع عينه عندي واخيراطلع منها نبيطه,وقبل لا يطلع التفت علي وكان من النوع الي كنه بينطحك وهو يطالع، منزل راسه شوي ومعبس طول الوقت بس كانت بريئه اكثر من ان تكون مرعبه!! وقال بلدغه طفوليه سببها واضح وهو اسنانه اللي حالتها صعبه:انت الحين ليش جالس لحالك؟..كانت هاذي اول جمله سمعتها من الانسان اللي صار بعد كذا أغلى البشر على قلبي, كان معروف عني اني انطوائي ومنعزل هاذي طبيعتي حتى اني اتوتر لما يكلمني احد ما اعرفه رديت عليه:بس كذا انا ما ابي اطلع وبعدين انا ما اعرف احد هنا...وبنفس النظرات اللي والله اعلم انها كانت عاده عنده...تعال معي وانا اعرفك على نص اللي فالمدرسه... كان يجرني من يدي وانا اسحبهابخوف...لا لا انا كذا مرتاح قلت لك ما ابي اطلع...لكن الولد اصر لين طلعني معه بالغصب,وزي ما قال عرفني على نص المدرسه تقريبا لكن تبون الصدق حسيت اني تعلقت فيه هو!!يمكن عشان شخصيته عكسي تماما اجتماعي,خفيف دم والكل يحبه ويحاول يتقرب منه صحيح انه كان شيطاني ومشاغب لكنه ماكان يتعدى على احد!! حسيت اني مبهور بشخصيته ورغم انه ذكي جداً الا انه فالدراسه ما كان بالحيل بس كان يعرف يمشي عمره من يومه صغير.
وعلى كثر الاولاد اللي يعرفهم الا انه بعد تعلق فيني فوق ما تتصورون صرنا ما نتفارق ابد ولا يشوفون واحد فينا بدون الثاني.
مرت السنوات وصداقتي تزداد قوتها مع خالد..مرت علينا سنين الطفوله والمراهقه وحنا سوى ودخلنا الجامعه وتخرجنا وحنا ما عمرنا تفارقنا,حتى في السفر ما اذكر ان واحد سافر بدون الثاني الا اذا كانت السفره مع الاهل,اغلب الناس اللي يعرفونا يحاولون ياخذونا قدوه وكثير منهم يضربون المثل في صداقتنا,يمكن تتسآءلون وش سر هالصداقه العميقه؟!! شي واحد كنا نطبقه بدون ما نحس من يوم حنا صغار,شي عجزت اغلب الناس انها تفهمه في تعاملها مع بعض، وهو ان كل واحد فينا كان متقبل الثاني بكل ما فيه من العيوب ولا عمر واحد فينا حاول يغير الثاني ويمشيه على طريقته برغم الأختلاف الكبير بينا..
خالد كان فيلسوف بالفطره وبسبب علاقاته الكثيره، وكنت اتعلم منه كثير,لما اسأله كيف يقدر يجمع كل هالناس حوله كان يقول كلمات بسيطه لكن تركت فيني اثر كبير كان يقول:اسمع يابندر الناس لها مشاكلها وكل واحد فهالدنيا صدقني منشغل في نفسه ولا احد تهمه مشاكلك فاذا تبي الناس يحبونك انسى نفسك وفكر فيهم وكيف تساعدهم في حياتهم بقد ماتقدر.
قصتي الاساسيه اللي ابيها توصلكم مو في كيفيه صداقتنا لاني مهما شرحت ماراح اقدر اوصلكم مدى عمقها لكن الحدث اللي قلب حياتي ولا أظن ترجع زي ما كانت.
في يوم اربعاء جاني خالد للاستراحه اللي نجتمع فيها مع الشباب والفرحه مبينه في عيونه وسحبني من بينهم...تعال بندر ابيك في كلمة راس...لما صرنا برى...عندي لك مفاجأة ...وابتسم,انا ذاك الوقت اللي يشوف وجهي يقول خبل اناظر فيه وفاتح فمي...كمل كلامه..ابشرك الوالده خطبت لي!!!في هاللحظه حسيت كأن احد عطاني كف على وجهي... ايييييييييييييييييييش؟؟؟؟!!!!... طالعني بنفس طريقته يومه صغير واللي ماتغيرت ابدا...وراك تقولها كذا كنك مو مبسوط...وبإرتباك رديت ...لا مبسوط بس انت فاجأتني وصدمتني صراحه! ما عمرك جبت طاري للزواج!!!!...
ضحك وهو يغمز...عارف بس الوالده اقترحت علي الموضوع وقلت لها مافي مانع ,توقعت ان السالفه كلام او عالاقل بتاخذ وقت بس ماشاءالله عليها يومين الا هي جايتني تقول ترى لقينالك الظاهر انها حاطتها في بالها من زمان,وبعدين ما عاد الا خير والا شرايك؟!!... يعني للحين ما شفت البنت ياخلود...آفا عليك بس يابندر!!! الحين اقولك توي داري وجيتك بسرعه,الوالده تقول انهم حددوا يوم الاثنين عشان اجيهم اشوفها... تفاجأت...الله بهالسرعه؟؟!!.. مو اقولك شكل السالفه مطبوخه من قبل ..على كلا" الله يوفقك انشاءالله... عقبالك_ يالرَمَت_(خالد لما كان صغير كان يحاول يناديني بكلمه الروميت الانجليزيه لكنه كا ن يقولها بهالطريقه ومشت معنا كذا صارت زي اللقب بيني وبينه),اغتصبت ابتسامه...لا وين تو الناس علي المهم الحين خلنا نرجع للشباب لا يبدى التعليق... وبتعجب ممزوج بغضب مصطنع رد خالد...لحظه لحظه بندروه الحين اقولك خطبت وزحمه ولا تعزمني على شي بهالمناسبه؟؟!!على الاقل ودني لكوفي شوب ياخي!! ضحكت...لا ياعمي الحين قهوه وبعد شوي الا احنا في واحد من هالمطاعم حقتك اللي فواتيرها تكسر الظهر تراي اعرفك زين خلاص عشرة عمر...رد..والله انك قعيطي مستخسر فيني؟؟ ...وقعدنا نضحك,حطيت يدي على كتفه..ولا يهمك ياخالد اذا صار شي اكيد ,ابشر بذيك العشوه اللي يحبها قلبك فالمطعم اللي تختاره وش تبي بعد؟؟!... "كان ودي اعزمه بس النفسيه عدم"..رد بغمزه.. ماتقصر اصيل يابندر بس اهم شي لا تفشلنا مثل ذاك اليوم!! ...افشلك!!متى ياويلك من الله؟؟!..عطاني نظره اللي مو مصدق... معقوله نسيت ذاك اليوم يوم يمدح لنا خوينا سامي ذاك المطعم ,قلنا لازم نجربه ونشوف... لما تذكرت الموقف بديت اضحك... اوووووه الله يقلع شرك وش ذكرك بهالموقف الحين..ابتسم خالد ويده على وجهه...تذكر؟؟ يومها طلبنا عصير وطقيت الصدر يعني انت اللي بتدفع ويوم جا الحساب جت معه المصيبه، والله لو انك شايف وجهك يابندر يوم شفت الفاتوره تقول صابين عليك مويه بارده...انحرجت...لا والله!!!على الاقل احسن من اللي قعد يتفلسف ويسوي روحه ابو العريف,لا وتاشر بيدك بعد كننا في ملعب،وبديت اقلد صوته ونظرته المعروفه...لو سمحت الفاتوره مو لنا حنا طلبنا عصير بس!!,والله لوك شايف وجهك انت يوم رد عليك..."نعم ياسيد هاذي فاتوره العصير بس"الحين من اللي طلع فشل الثاني؟!... ابتسمت... اذكر مابقى في جيوبنا شي ما طلعناه ويالله كفى ولقطنا وجيهنا وطلعنا وحنا نتصدد لا احد يشوفنا.. .وطوال ماكنت اعيد القصه وخالد ميت من الضحك، كان يسعدنا ان حنا نعيد الذكريات اللي مثل هاذي المهم رجعنا عند الشباب.
من بدا موضوع الخطبه حسيت انه خلاص ماراح يرجع شي زي اول, تضايقت مره بس ما ادري وش اللي فكرت فيه يعني مستحيل نقعد كذا بدون زواج للابد كان واقع لازم ارضى فيه.
لما رجعنا داخل كان مستانس,يلعب,يضحك وينكت صحيح هاذي عادته لكن اليوم كان بزياده اما انا كنت عكسه تماما حسيت اني بأفقد هالأنسان... الشخص الوحيد اللي اعتبرته صديقي.
(2)
يوم الاثنين العصر جاني للبيت!! خفت يكون صاير شيء...خير خالد عسى ما شر...وبتوتر واضح في صوته.. ابد والله احس اني متوترشوي... ابتسمت له... يابن الحلال شده وتزول زي غيرها... ابتسم وقال...وشرايك تجي معي!! ...قعدت اطالعه ابي اتاكد انه جاد ...انت صاحي!!وين اجي معك؟؟! ...طيب تعال وخلك فالسياره بس... شديت على يده وحطيت عيني في عينه وقلت:يابن الحلال رح لحالك وانا بستناك في بيتنا طيب!!..كان يطقطق اصابعه... ادع لي يالرمت... ما يحتاج قول الله يوفقك ويسنع دربك انشاءالله, يالله عاد الحين رح وحلق وتكشخ تلقاك شهر ما دخلت الحلاق على هالوجه... كنت احاول اضحكه لانه واضح انه متوتر...طيب اجي عندك عشان تشوف شكلي قبل اروح لهم...كتمت ضحكتي...انا لله وانا اليه راجعون؟!!انت وبعدين معك ياعمي اصلا البنت اول ما تشوف عيونك بتوافق لا تشيل هم وتوكل على ربك ...الله يستر ما ادري وش فيني خايف ياعمي؟!...(كلمه ياعمي معروف اني دايم اقولها فاذا قالها خلود لي يعني خلك معي او افزع لي زي ماتقولون كانت كلمات بينا)...عادي كل العالم يتوترون في هالموقف بس انت شد حيلك ولا تتأخر على الجماعه...طلع من عندي, وبعد العشاء كنت انا اللي ما ادري وش اسوي بعمري من التوتر وكل شوي ادق عليه لدرجة ان ريم اختي حاولت تهديني...ما صارت يابندر يمكن انت متوتر اكثر منه...ياريم هذا خالد تعرفين يعني وشو خالد هذا اقرب لي من نفسي... والله عارفه بتعلمني فيكم بس اذكر الله وهد الوضع شوي...ما بقى عندي صبر وطلعت للشارع استناه,بعد حوالي الساعه شفت سيارته مقبله بسرعه جنونيه كالعاده لدرجة انه بغى يدخلني تحتها لولا اني بعدت بسرعه,نزل وشوي ويناقز من الفرحه.. وبرعب صرخت فيه ..خلووووود!!!انت خبل بغيت اروح تحت سيارتك..ناظرني نظرات جديده علي وابتسم..سألته..ها بشر؟؟ ...لمني الرجال وعرفت انها دخلت مزاجه لدرجه انه ما عاد يدري وينه فيه,المشكله انه يتكلم ولا فهمت من اللي قال ولا حرف, كنت اعرفه عاطفي بس ما توقعت انه يتعلق لهالدرجه وبهالسرعه,فرحت له لما شفت كل هالسعاده فيه لكني بديت اتخيل وشلون بيصير حالنا بعد هالتغير اللي ما طرى على بال, يمكن تستغربون ليش كنت متخوف كثير بس صدقوني لما يكون عندك انسان موجه لك كل ذره في كيانه وكل فكره معك ولفتره طويله من عمرك وفجأه يجي من يشاركك فيه ,صدقوني تتلخبط حياتك ولو كانت المشاركه بسيطه وشلون لو جا الانسان اللي بيصير منافس لك؟! مو حب تملك لكنها عاده وغلا كبير...قطع حبل افكاري خالد وهو يقول: على فكره بندر في شي ابي اقول لك اياه...وجهه وهو يقول هالكلام ذكرني بوجهه لما جا يعلمني انه سرق شاهي وحليب من غرفة المدير واحنا صغار،قلت بأبتسامه..وش مسوي بعد هالمره؟؟... مسكني بيدي وجلسنا على رصيف بيتنا حسيت الموضوع جد قال: صراحه يابندر انا ما قلت لهم اني ادخن؟!!لحظه قبل لا تقول شيء اصلا هم ما سألوا الا اليوم وانحرجت وقلت لهم لا ما ادخن خبرك خفت يرفضون...افا ليش يا خالد تبدى حياتك بكذبه تافهه؟!.. ومن قال لك انها كذبه؟! اصلا انا نويت اني اوقف زقاير...انا لما قال لي كذا ضحكت!!تذكرت السنين اللي كنت احاول فيه انه يوقف وكيف انه حاول كم يوم ولا قدر وفالاخير لما اشوفه يعاني نستسلم, لكن من عيونه واضح انه كان مصر ومصمم هالمره على هالشي والله العالم.
بندر اكيد بيجون يوم ويسألونك انت بالذات من بد الشباب عشان كذا حبيت اعطيك خبر..مو شرط يا خالد بالعكس كثير ناس مايفضلون يسألون الاصدقاء المقربين وطبعا واضح السبب,لكن لو جاني احد وسألني عنك ماراح اكذب عليه بقوله هالكلمتين يالرمت: خالد صديقي من سنين والف النعم فيه بس انا متفق معه لما نتزوج محد يعطي معلومات عن الثاني عشان الإحراج لان زي ما الواحد يقول الحسنات لا زم يقول السيئات مافي كامل فهالدنيا هذا زواج مو لعبه وحنا ما نبي نضطر لهالشي, بس اذا تبي العلم باختصار لو طلبني اختي عطيته اياها وهذا كل اللي عندي..
لما انتهيت من كلامي ربت على كتفي وقال ريحت بالي ماخاب ظني فيك يالرمت انا اشهد اني عرفت من اخاوي،توادعنا وركب سيارته, دخلت البيت وانا احس بضيقه شديده صحيح دخلنا ال26 ذاك الوقت يعني طبيعي اللي قاعد يصير لكن ما ادري وش اللي كان صاير معي.
كان يكلمني كل يوم عن المستجدات اللي صارت ويسألني اذا كان احد جاني من اهل البنت وانا اقول له للحين ما شفت احد وحتى لما نتقابل طول الوقت يتكلم فهالموضوع,بيني وبينكم بديت اطفش صار كل كلامه عن زواجه لكن اللي معجبني في هالسالفه كلها اصراره على ترك التدخين صحيح حالته كاسره خاطري يعني الصداع ماتركه ابد وعيونه دايم حمر ونفسه في خشمه طول الوقت والربع كلهم يحطمونه يقولون اول ما تتزوج بترجع لا تتعب نفسك، بس في تقدم قعد اسبوع وشوي بدون ولا زقاره,كان مصر على هالبنت ومايبي شي يوقف في طريقه وخالد صديقي واعرفه زين اذا حط شي في باله يجيبه.
‏(‏3)
يوم الخميس زي عادتنا كنا مجتمعين انا والربع فالاستراحه وخالد للحين ما جا صار دايم يتأخر لكن عمره ما تركنا,كنا جالسين بعضنا يلعب ورقه والباقين يسولفون,انا كنت العب وسمعنا صفقة الباب اللي برى وبما ان خالد اللي ناقصنا عرفنا انه هو,وبدى التعليق اللي يقول جانا العريس والثاني يقول الله يعينا عليه من اول ما وقف زقاير وهو نار شابه,قلت لهم:كلش الا خويي عاد لحد يغلط عليه وانا موجود ...وقعدنا نضحك ,فتح باب الغرفه والتفت اسلم عليه ماحسيت الا واحد يرفعني من القلابي ويلزقني عالجدار بقوه,لما حاولت اعرف من هو الا هو خالد كان معصب ويصرخ في وجهي ويدفع جسمي عالجدار بطريقه عنيفه, كنت مصدوم واطالع فيه مو فاهم شاللي صاير حتى ربعنا يطالعون بتعجب ولما استوعبوا ان السالفه هوشه قاموا يفكونه عني, في هاللحظه انا للحين ما بعد استوعبت الموقف بس يوم شفتهم يسحبونه عني حسيت انهم اوجعوه بديت ابعدهم معه واحاول احميه بيديني كنت خايف عليه وجسمه صار احمر من تسحيبهم الشديد وانا لهاللحظه ما ادري وش صاير لكنهم كانوا اكثر منا وقدروا يمسكون كل واحد في جهه,سامي كان يسأل خالد بعصبيه: انت صاحي؟!! وش جاك انهبلت؟!وش صاير؟!ورد خالد بصوت انسان ثاني ما عرفه وياليته ما تكلم: اسأل هالجبان اللي قدامكم وش سوى لا تسألوني انا.. في هالوقت بديت استوعب الموقف...خالد قدامي في حاله عمري ما شفته فيها,معصب والكلام يطلع مقطع منه بسبب تنفسه السريع,نظرته ماغيرها تطل من عيونه بس الحقد حل محل البراءه؟؟كان كل شوي يحاول يتخلص من يدينهم عشان يضربني!! تصوروا!!بعد كل هالعمر وهالعشره يضربني انا بندر صديق عمره ورفيق دربه,قلت له وانا احاول اقرب عنده اهديه:وش بلاك ياخالد انا وش سويت ياخوي؟! رجع يحاول يتهجم علي وابعدوني عنه بسرعه..لا تقول ياخوي انا لاني اخوك ولا اتشرف اكون اخوك وبصوت تخالطه البحه من شدة الصراخ وهو يمسك راسه بين يدينه بعصبيه..وبعدين لا تقول وش سويت ياحقير لا تنرفزني زياده...خفت عليه كان يصارخ ما يتكلم ويطلع كلامات زي السم...لما ما تكون قد الكلام اللي تقوله لا تقعد تتفلسف علي يا اكبر كذاب..قال سامي..خالد وش هالكلام؟!! كبر عقلك وخلنا نفهم القصه...صرخ فيه..انتم لا تتدخلون ورجع يطالعني وهو يضرب على صدره بقهر واضح..انت ما شفتني اموت فاليوم عشرين مره وانا احاول بكل ما فيني اني اوقف زقاير ليش تقولهم اني كنت ادخن ليش؟!...كنت هاللحظه زي الغبي وعيوني بتطلع من مكانها رديت.. خالد انا قلت لك محد جاني ولا احد سألني--..كلامي زاد ثورته وقام يتحرك زي المجنون..هذا اللي يبي يذبحني، بندر لا تكذب لا تكذب ما ابي اسمع منك ولا كلمه صحيح انهم رفضوني بس ما يهم البنت بدالها الف وبدت نبرة صوته تخف حدتها..لكن انت ليش سويت كذا يا بندر ليش؟! الكلام اللي قلت لي ذاك اليوم كان كله كذب وتمثيل؟!!على الأقل ليش توعدني وتخلف لو قلت انك بتعلمهم كان تفهمت الموضوع, انت حطيتني في اصعب موقف، معقوله استخسرت السعاده اللي انا كنت عايشها ولا قدرت تستحمل فكره اني ابعد عنك شوي!! معقوله يابندر انت من بد هالعالم كلهم تسوي فيني كذا هذا جزاي اني عزيتك؟؟!..رجعت النبره العاليه.. ما توقعتك كذا ابدا انت انسان اناني تعرف يعني ايش اناني؟! حاولت اتمالك نفسي ورديت بصوت هادي قد ما اقدر...بس لا تكمل لا تقول كلام تندم عليه بعدين يا خالد لا تظلمني وانا اخوك... ضحك بسخريه..اندم!!اندم على ايش والا ايش؟! على العشره الحلوه اللي كانت بيننا والا على16 سنه اللي ضيعتها من حياتي على واحد مثلك والا عالانسان اللي توقعته صديقي وما طلع----وقبل ما يكمل كلمته هالمره انا اللي تخلصت من يدينهم وهجمت عليه ورميته عالأرض, ولما ثبته تحتي رفعت يدي لكنها وقفت وكل عضله فيني ترجف رجفه فظيعه,لان اللي تحتي كان خالد,خالد الرفيق !! خالد الغالي !! يارب انا وش قاعد اسوي معقول امد يدي عليه؟! صرخت في وجهه...اسمع يا خالد كل الكلام اللي قلته ممكن اتغاضى عنه عشان المعزه اللي لك بقلبي ولاني متأكد انه فيه سوء فهم فالموضوع اما انها توصل فيك انك تقول اللي بيننا ما كان شي فهذا اللي ما راح اسمح لك تقوله فااااهم؟!...خلص يدينه من يديني ودفعني من فوقه.. اقول ابعد عني بس... وقف وانا للحين على الارض...اسمع يا بندر هي كلمه و رد غطاها ما عاد ابي اشوفك ولا عاد ابي اسمع صوتك او حتى طاريك وكل اللي كان بيننا اليوم انتهى, الانسان المخادع اللي ما يقدر الصداقه ماله مكان في حياتي ابد, واذا كنت سويت هالحركه خايف انك تفقد جزء مني يا طفل ابيك تدري اللحين انك فقدتني للابد.
طلع من الاستراحه بنفس الحال اللي دخل فيه واشرت لسامي وانا احس بأرهاق شديد :اطلع معه الله يعافيك لا يسوق السياره وهو على هالحال بعد هو مب ناقص جنون فالسواقه..لكنه رجع بعد دقايق يقول انه ما قدر يلحقه.
انتشر الهدوء بعد طلعة خالد وكانوا كلهم يطالعوني مو عارفين وش يقولون,كانوا مصدومين مثلي واكثر,وقفت ويدي على قلبي حسيت اني مخنوق وانا احاول استجمع القوه اللي باقيه فيني قلت:عذرا ياشباب متأسف على الفصل البايخ اللي صار قبل شوي, يالله انا ماشي... سألني سامي بتردد واضح:لحظه قبل ما تمشي يابندر صحيح الكلام اللي قاله خالد؟!هزيت راسي بأسى وانا امسك دموعي اللي عصتها شيمه الرجال وبابتسامه رديت:ليش استغرب منكم انكم تصدقون هالكلام فيني اذا كان خالد خوي الروح قدر يصدقه؟!!!!مع السلامه.. وطلعت, لحقني سامي...خلني اوصلك للبيت يا بندر تراك على طريقي...شكله حاس بتأنيب ضمير وراحمني وهذا اللي ما احبه رديت...لا مشكور انا بخير لا تشغل بالك...وركبت السياره ومشيت.
فالبيت الوالده وريم كانوا فالصاله لما دخلت, واستغربوا رجوعي بدري..بعد السلام سألت الوالده باهتمام:بندر يمه وش فيك؟!... ريم بعد قالت شي زاد الالم اللي في قلبي:عسى ما شر يابندر خالد فيه شي؟؟؟…حاولت امثل اني معصب ..انتِ ماتفهمين؟!! كم مره اقولك يارويم لا تتفاولين على العالم، يا جماعه كل اللي صار ان احنا تفرقنا بدري الليله عادي وشفيكم؟!...قالت الوالده...ياولدي وجهك متغير انا امك واحس فيك قلي يا امي من اللي مضيق صدرك؟!.. قالت ريم: لا يكون متطاق مع واحد من العيال؟؟..قالت امي..وش دعوى ما تعودنا منك ياوليدي هالحركات؟!!
كنت عارف ان شكل ثيابي يدل على اني توي طالع من هوشه…قلت لهم:ريحوا بالكم تهاوشت مع واحد من الشباب بس جت سليمه خلاص عاد فكوني, قالت ريم:اكيد بتجي سليمه اذا كان خلود المرعب ابو المشاكل هو اللي دايم يفزع معك المفروض محد يقرب لمك،هزت راسها كنها تذكرت شيء مو حلو...يمه منه ذاك الولد شراني ياكثر ما صيحني وحسرني وحنا صغار،تذكرين يمه ذيك الايام؟!…ابتسمت امي...اول سنتين من نقلتنا للرياض ماكنت اربط شعرك دايم تجيني تصيحين من تمعيطه لشعرك..قالت ريم..وتضحكين بعد يمه المشكله ان ولدك ذا كان يطقني معه ما كني اخته الحمد الله والشكر... قالت امي..صحيح ان خالد كان شيطان وهو صغير بس والله ان الولد والنعم فيه شوفي وش صار الحين... آلمني كلامها زياده بس سويت الوضع عادي ووجهت كلامي لريم...وانتِ وش تبين ما عندك الا خالد وخالد؟!بعدين تستاهلين رازه وجهك عند العيال فالشارع دايم وهو معتبرك اخته...حسيت اني احرجتها وردت.. انا والا انت اللي ما عنده الا خالد؟!!.. قطعت الحوار و رحت للغرفتي...
(4)
قعدت في فراشي استرجع اللي صار معقوله خالد يسوي معي كذا ويقول عني هالكلام, وبدون حتى ما يفكر وقدام هالعالم كلهم؟!! لا اكيد انا احلم اصلا اللي شفته اليوم انسان ما اعرفه!!!ورغم الإهانه اللي كنت احس فيها والجرح اللي في قلبي الا اني دست على مشاعري ورحت ادق عليه لازم افهم وش اللي مضايقه لهالدرجه ليش؟؟ لانه مو اي واحد لكنه للاسف عطاني مشغول بعدين قفل جواله !!
جلست في بيتنا ثلاث ايام لا رحت للاستراحه كالعاده ولا استقبلت مكالمات من احد حتى اهلي مستغربين ,لكن لان طبعي كتوم ما قدروا يعرفون أي شي.
كانت هاذي اول ثلاث ايام ما اشوف خالد فيها واحنا في نفس المكان مرت علي كنها ثلاث سنوات ,ورغم اللي سواه معي الا انه وحشني حيل واشتقت له ذاك الشوق اللي تحسه يوجعك مو بس نفسي الا تحس شيء يألمك من جد اذا فاهميني!!! ,لكنه الله يسامحه ما حاول يعطيني أي فرصه عشان اتصل عليه.
اتصلوا الشباب من الاستراحه وكانوا حاطينه عالسبيكر وسلموا علي وسألوا عن احوالي عاد واحد منهم اسمه ماجد قال:وينك من زمان عنك يارجال كبر راسك علينا والا عشان خويلد ما عاد يجي صرت انت بعد ما تجي؟!
سمعت كان احد ضربه وسكته المهم قلت:معليش ياشباب انا هاليومين ما اعتقد اني بجي للاستراحه مالي نفس سامحوني..قال سامي:وشرايك نجيك للبيت اذا ما عندك مانع؟!...استغربت بس رديت..بالعكس حياكم الله أي وقت البيت بيتكم...خلاص اذا شفنا يوم مناسب بندق عليك... خير انشاءالله الله يحييكم أي وقت...مع السلامه..
بعد شوي دق خالد!!!!!!!!معقوله ماني مصدق عيوني وش القصه؟! قعدت ساعه اطالع الأسم ابي اتأكد انه فعلا هو، لكن للاسف سويت شي بظل ندمان عليه طول عمري,عطيته مشغول وقفلت الجوال,ليش سويت كذا ما ادري اظن انها كانت ردة فعل طبيعيه بعد اللي صار لي معه وما اعتقد احد يلومني,يمكن ابي ارد له اللي سواه او كنت عارف لو رديت انه بيكون لي فضل عليه وهذا اللي ما ابيه المهم هذا اللي صار,لكن الوضع استمر صار يدق علي وانا ما ارد كنت اعاند قلبي قبل لا اعانده هو, صار يرسل مسجات يترجاني فيها اني ارد لكن اللي فهمته من بعض المسجات انه يبيني اسامحه لانه اكتشف انه غلط بحقي ومن هالكلام اللي خلى عنادي يزيد...
بعد يومين دق علي طلال اخو خالد الكبير هو بعد صديق عزيز يجلس معنا من فتره لفتره فالاستراحه وكنت اغليه من غلى اخوه واحترمه كثير ولا قدرت اصفطه رغم اني عارف سبب المكالمه ورديت: مرحبا طلال... هلا وغلا وش اخبارك وعلومك يابندر؟...ابد والله تمام...انت أخبارك واخبار الأهل؟...تسلم كلهم تمام, بندر ياخوي!!.. ســــم؟ ...سم الله عدوك, انا داق عليك عشان موضوع خالد انا عارف انك ماتبي احد يتدخل فالموضوع حتى خالد مو راضي يتكلم انا عرفت من الشباب وفكرت كثير قبل اكلمك لكني ماقدرت اشوف حالة اخوي كذا واصفط يديني, الصراحه من ذاك اليوم وهو مو خالد اللي نعرفه لا يروح ولا يجي ماعاد يسولف ولا يضحك حتى الاكل دايم ما يشتهي!!والوالده ضايق صدرها عليه تحسب انه زعلان على البنت وتقول لاخواني وين بندر عنه محد بيوسع صدره الا هو!!، صار طول الوقت في غرفته خاصه لما عرف انه مالك يد فاللي صار، وليتها جت على كذا خالد رجع يدخن بعد بس هالمره بشكل يخوف يابندر...قلبي انقبض بس رديت...والله ياطلال انا مقدر موقفك وخوفك على اخوك واعرف ان قلوبكم على بعض دايم وصدقني اخر شيء اتمناه ان خالتي يضيق صدرها وانت عارف زين اني اعتبرها امي الثانيه لكن انا ما غلطت معه ابد,هو اللي جاني ونسف كل شي حلو كان بيننا في لحظه غضب... طيب ماتبي تعرف وش القصه وليش خالد سوى معك كذا؟.. مهما كانت القصه ما تعطيه الحق انه يسوي اللي سواه ترانا ماعدنا صغار وانا اخوك,بالله هاذي طريقه يعاملني فيها؟!! والله اني ما شفته يسوي كذا مع الناس اللي كان يتهاوش معهم وهو مراهق، خالد قدر يقول عني كلام يجرح بدون ما يراعي أي شي ويصدق فيني كذبه بدون حتى ما يعطيني فرصه ادافع عن نفسي...تنهد طلال.. ياخوك اللي صار ان اهل البنت قبل لا نحدد الملكه رفضوا فجأة يقولون انهم عرفوا انه يدخن او على الاقل كان يدخن ولا عندهم استعداد انهم يجازفون ,ومن ضمن الكلام فهمنا ان اللي قالهم بندر وانجن خالد لما سمع اسمك كان مصدوم وقعد يصارخ يقول كيف يسوي فيني كذا وهو وعدني؟!وطلع وصار اللي صار لكن اللي فهمناه بعدين انه طلع بندر ولد جيرانا بس تبي الصراحه ما احد من اخواني جا على باله كلنا رحنا لك على طول لما سمعنا الاسم... ضحكت بتعجب وانا اقول في قلبي "هذا الشيء التافه هو اللي خلاك تظلم خويك ياخالد؟!!"رديت على طلال...والله هذا مو ذنبي ولا هو عذر للي سواه معي خالد ظلمني وكسر في داخلي شي عمره ما يتصلح والله انه غالي وانا مسامحه ياطلال ولا ابي شيء منه بس صدقني ما اقدر --وحسيت اني ماعاد اقدر اكمل...بنبره هادئه رد طلال..على كلا انا حبيت افهمك اللي صار وانتم رجال وفاهمين وش تسوون وانا ما اقدر الومك على شيء بس هذا اخوي يا بندر ولازم احاول اسوي اي شي... اعذرني ياطلال ياليتك جيتني في شي ثاني والله رقبتي سداده ... اصيل ما تقصر يابندر اشوفك على خير...مع السلامة...لما عرفت التفاصيل ضاق خلقي زياده كنت اتمنى ان الموضوع يكون اكبر يعني معقوله يسوي كل ذاك الفصل عشان تشابه اسماء؟! شي يحز فالخاطر صراحه صحيح ان خالد معروف عنه انه عصبي ولا يقدر يضبط نفسه بس هالكلام المفروض ماينطبق علي،على الأقل مو بهالطريقه اللي صارت!!بأختصار حسيت اني مثلي مثل غيري بالنسبه لخالد...



فاليوم الثاني جت الوالده تصحيني الساع0الصبح ...يمه بندر اصحى خالد عند الباب...كنت متوقع ان هالشي بيصير وحاسب حسابه ..قولي له نايم...قلتها وانا اغطي راسي بالبطانيه..حاولت تسحبها من فوقي ... يوه اقولك خالد عند الباب وش بلاك ياولدي...على صوتي شوي... عارف انه خالد سمعتك من المره الاولى وانا اقولك نااااايم... تعجبت الوالده من تصرفي لاني اول مره اسويها لكني ما عطيتها فرصه عشان تستفسر, طلعت من غرفتي وانا نطيت من فراشي للشباك على طول, كنت اشوف سيارته لكن ماقدرت اشوفه حاولت منا ومنا مافي مجال.
صار يمر على بيتنا يوميا الظهر والليل وانا اتهرب منه واصرفه ولا عمري طلعت له,ودروا اهلي ان بيني وبينه شي اصلا واضح مايبي لها ذكاء, اما جوالي صار مايسكت سواء مكالمات من خالد او من الناس اللي يحاولون يصلحون بيننا و مسجات طول الوقت حتى اذا قفلته وفتحت الثاني او سوا كان يدق عليهم على طول,ما ادري العب على مين هذا خالد اللي يعرفني زين ويعرف كل ارقامي وحتى لو كان عندي رقم محد يعرفه فهالكلام ماينطبق عليه...
(5)
ذاك اليوم اشتقت له ورجعت بي الذكريات لايام الابتدائي وياكثر المواقف اللي حصلت لنا لان اللي يصادق واحد مثل خالد تتحول حياته لمغامره، مره في الصف السادس اذا ما خاب ظني كان الاستاذ مسوي مسابقه اللي يفوز بيصير"العريف"اللي ينظم الفصل اذا ما كان الأستاذ موجود..!! والله ايام وحشتني، المهم انا كنت ميت عشان اصير هالعريف اجي بدري، واشارك، وصاير مؤدب"ثقيل دم على قولة خالد"كان مايحب الاشخاص اللي مثلي يهتمون بالدراسه ويحبون المدرسين او يتمصلحون عندهم على قولته بس سبحان اللي جمعنا مع بعض كان يقول...ليش تبي تصير عريف؟!! ترى العيال بيكرهونك..ما اهتميت لكلامه ورديت..ابي اصير كيفي!! بعدين يا غبي بخليك تطلع وتدخل على كيفك..لا مو لازم انا اسوي اللي ابي حتى لو ماكنت انت العريف...المهم قبل لا يختار الأستاذ بيومين شريت بلونات وجبتها للمدرسه، خالد كان مريض و غايب بس انا والشله رحنا ومليناها مويه واول ما انتهى الدوام رميناها من فوق وانحشنا، يمكن بتقولون وين الولد المؤدب لكن انا بعد خالد صارت تجيني طلعات، توقعت الموضوع محد بيدري عنه لكن من بكره اول ما جيت الصبح قالوا لي العيال ان الأستاذ يسأل عن اللي جاب البالونات وسوى الحركه اللي امس، هنا انا قلت على العريف السلام، هالاستاذ مايصدق، رحت لخالد اللي متجمعين عليه كل العيال بما انه كان غايب امس، علمته باللي صاير وهو يدري انا وش سويت امس لاني قلت له السالفه واحنا جايين للمدرسه، قال خلاص ولا يهمك انا اتفاهم مع الأستاذ كنت اعتمد عليه كثير، لما بدت الحصه دخل الأستاذ وبنبره كانت تخلينا ننتفض..اللي رمى البالونات امس يوقف.. محد رد فالبدايه كان ماسك مسطره وش كبرها الله يسامحه...شوفوا لو ما تكلمتوا بعاقب الفصل كله...ناظرت خالد وانا بموت من الروعه ابتسم وغمز.لي بعدين وقف ...انا يا استاذ...قالها كنه محرر القدس!!قرب الأستاذ من عنده وسحب اذنه... والله اني عارف انه ما في غيرك ياخالد يسوي هالحركات، انت متى بتعقل ليش ما تصير مثل اخوانك او مثل صديقك بندر جننتني معك ياولد!!...
الصراحه ما توقعت ان خالد بيتحمل اللي صار بدالي؟؟! فعلا كنت مستغرب والدليل اني قاعد اتفرج وهو يتعاقب وانا ساكت!!طبعا الأستاذ كسر المسطره على يدينه يا حرام وانا احس ان عقلي بيطير من المنظر بعدين وداه للمدير...في نفس الحصه اختارني الاستاذ عريف وطبعا ما تهنيت فالخبر لاني ما ادري وش صاير مع خالد ذاك الوقت.. لما انتهت الحصه كان واقف قدام غرفة المشرف وحوله بعض الاولاد، يوم شافني ركض ولمني...احلىىىىىىى اخيرا وصلت اللي تبي مع وجهك...انا ما كنت اقدر اتكلم اشوف يدينه حمر من الطق ويفركها على جسمه ووجه الاسمر تخالطه حمره بسبب المرض وهو يضحك...قلت وانا متنرفز يمكن من الأحراج...خالد ليش سويت كذا انا ما قلت لك—قاطعني...يا بن الناس يعني اول مره انطق خلاص مشها يالله لازم نحفل اليوم...من بعد اللي صار عمرنا ما تكلمنا عن هالسالفه شكله نساها او ما اعتبرها شيء بس عمري ما نسيت صحيح اننا كنا صغار لكن فزعته هاذي لا يمكن انساها...
هالذكريات شوقتني له و رحت اتفرج على صورنا وعلى اشرطة الفيديو ,عجبني كيف كنا مره قريبين من بعض ولا في مكان يطلع فيه واحد الا الثاني جنبه,اغلب الاشرطه ما قد شفتها من قبل كانو حوالي العشرين شريط شي لسفراتنا وشي لطلعات البر وكلها شفتها في يوم واحد ورى بعض,اكتشفت اني طول الوقت اطالع فيه هو حتى فالصور عيني عليه بس, وطوال وقت عرض الاشرطه وانا اضحك عليه كان بطبعه خفيف دم محد فهالدنيا يخليني ابتسم او اضحك اوحتى يجنني مثل ما يسوي ,واحد من الاشرطه كان فيه مقطع اثر فيني كثير كنا مخيمين فالصمان واحد من الشباب يصور ومعه خالد, مروا على اغلب الشباب, اللي ينصبون الخيام واللي ينزلون الاغراض وخالد كان ماخذ دور المقدم عشان يتهرب من الشغل كالعاده هو واللي معه وقعد يسوي مقابلات معاهم ويستهبل عليهم وانا اضحك طول الوقت على طريقه كلامه وتعليقاته لما جا دوري كنت قاعد اشب الفحم ومعطيه ظهري قرب مني...عاد جينا الحين لاغلى انسان...كنت مشغول باللي معي...هلا هلا خلود,مسوي فيها مذيع يعني؟!!ما ودك تساعدني بدال هالخرابيط ازعجت العالم ياعمي...كان يوجه كلامه للكاميرا وحاط يده على ظهري وانا مو معطيه وجه ...هالولد اللي تشوفونه عرفته من يوم احنا صغار عزيز وغالي علي ولا ابدله بكنوز الارض...قاله اللي يصور: ما اقدر انا على هالكلام!! يا بعدي هاللي انت كاشخ فيه وتمدحه من الصبح حتى ما عطاك وجه وانت تتكلم... طالعني بنظرات ما انتبهت لها ذاك الوقت كانت تحمل معاني حلوه... كمل كلامه..ولله لو ايش يصير ما يتغير شي من غلاه... تجمعت الدموع وانا اسمع كلامه مع اني ذاك الوقت واضح اني ما انتبهت لـ أي كلمه جتني مشاعر متضاربه كنت اقول في نفسي "كلام رائع لكن ماطبقته ياخالد باللي سويته فيني", سكرت الفيديو ورحت انام او بالاصح احاول انام.
يوم الثلاثاء رجعت للبيت متأخر ولما وصلت عند الباب شفت سيارته, كان يستنى داخلها والله وحده اللي يدري من متى,وعلى ما يبدو لي من طريقة قعدتة وتكتيفة يدينه انه نايم لأن راسه مايل على جنب بس شكله متغير مره!! اول شي لحيته بدت تطلع,شعره تركه يطول بدون ما يرتبه وهاذي مو عادته ابد,واضح ان جسمه ضعف يعني كأنه واحد توه طالع من السجن...
وقفت سيارتي لكنه ما حس ما ادري وش اللي خلاني اصفق باب سيارتي بقوه عشان ينتبه .. يمكن ما كنت ابغى انتظاره يطول،فز من نومته و نزل بسرعه ،ناداني وصوته تخالطه بحه واضحه،وخالد من النوع اللي صوته يروح بسرعه اذا صارخ او اذا صار مريض حسيت بتعبه,لكني ما التفت له وسويت روحي ما اسمع ودخلت للبيت, الرجال قعد يطق الباب زي المجنون لدرجه اني خفت يصحي الجيران ويفضحنا قدام العالم وانا واقف عنده من داخل منزل راسي واسمعه ...افتح يابندر خلني اكلمك الله يعافيك لا تسوي فيني كذا يابندر... كان كل مره ينادي فيها باسمي بصوته اللي مره تسمع الكلمه ومره ماتسمعها اتألم بس من جد ما ادري وش قوة القلب اللي جت لي فجأة وخلتني اتماسك ولا اطلع له كل ما مر الوقت زاد عنادي, بعد فتره سمعت صوت جسمه ينسحب على بابنا كنه يقعد فالارض ,رحت اركض بافتح الباب خفت انه صار له شيء,لكن سمعت صوته يكلم نفسه لانه توقع اني دخلت داخل خلاص...سامحني يا بندر انا اسف والله اسف ... وانا اسمعه كنت كني اسمع اعتذار من طفل متأكد ان اللي قدامه ماراح يسامحه, جلست على الارض وحطيت راسي بين يديني وسندت ظهري للباب من داخل , وانا افكر في نفسي"معقوله اللي قاعد يصير معنا يارب؟!!"والله دنياغريبه، وجلسنا ساكتين، بعد فتره سمعته يتحرك ويركب سيارته.
بعد يومين جاني واحد من ربع الثانويه اسمه نواف كانت علاقته قويه مع خالد والى الحين وهم ربع بس هو مو من شلة الأستراحه ابتسمت اول ماشفته تذكرت على طول هباله هو وخالد ايام كانوا يرقصون سامري فالصف كانوا اجرأ اثنين وكيف جتهم تهزيئه من المدير خلتهم ينسون الرقص كله وسبحان الله وشلون تغير هالنواف وصار شيء ثاني رغم ان خالد لازال على جنونه...
ماقال شيء عن الموضوع لكن جيته صدقوني كان لها اثر في نفسي ذكرتني بأشياء كثيره واظن ان هذا مقصده من الزياره..
(6)
جاني مسج من خالد فاليوم الي بعده وكان مقطع من اغنيه تعجبنا ودايم نرددها يقول المسج:

*ما جيت ابسأل جروح او سبه غيابي..
المشكله"اعرفـــــــك" اكثر من أسرارك..
وأكثر من جــــــــــــروح قلبي ورقه اعتابي..
((قلي بعد هالـــــفراق وش آخر اخبارك))؟؟!!

المسج اثر فيني لان خالد مو راعي مسجات ولا يعترف فيها، رجعت بي الذكرى لايامنا الحلوه وقررت ارسل له مسج كرد من نفس هالاغنيه بعد بتعديل بسيط مني:

*ماهي غريبه اذوق وانطفي بنارك
ولا هي بعيده اشوف الجرح باحبابي
حاولت أنسى ولكن ضاعت اعذارك
مادام جرحك ((يالرمت))مكتوب بكتابي!!

يوم الخميس اتصل سامي:هلا بندر...فرحت بمكالمته ذكرتني بالجمعات فالأستراحه...هلاااااااااااااااا سامي وش الاخبار...تسلم, وش دعوى يارجال وين الناس اشتقنالك...تشتاقلك العافيه ياخوي...فاضي اليوم نمرك انا والشباب بين عشوين؟...الساعه المباركه حياكم الله والله ودي بشوفتكم...اجل نشوفك اليوم انشالله... لا تطولون صلو في مسجدنا مع السلامه.
جو الشباب على موعدهم على انهم ما صلوا عندنا ورحت افتح لهم, ماشاء الله كان الكل جاي ما ادري وش الغلا اللي جا لي فجأة, ولما اكتملت المجموعه وانا ارحب فيهم قبل لا اسكر الباب دفعه واحد فتحته بسرعه وقبل ما اشوف مين قلت..السموحه ماشفتك يـــا...كان خالد!!!ما عرفت وش المفروض تكون ردة فعلي ،لما تلاقت عيوننا بعد كل هالغيبه حسيت كني بطير من الفرحه في داخلي وانا احاول بكل ما اقدر اني اخفيها واني ما انط عليه واحضنه,ابتسم ذيك الابتسامه الحلوه واللي وحشتني حيل وهو زي ماتقولون كنه واحد غرقان ورد النفس...فتح يدينه عشان يلمني لكني بكل جمود مديت يدي وصافحته بدون أي كلمه!!قبل لا يصير في خاطركم شيء علي تذكروا اللي سواه فيني وش ممكن تكون ردة فعل اي احد فيكم، فالأخير احنا بشر ولنا مشاعرنا وانفعالاتنا اللي مو دايم لها تفسير ولا نقدر نتحكم فيها مهما كانت مكانة الشخص بالنسبه لنا..
الشباب سبقونا للمجلس,اصلا كان واضح القصد من هالزياره اكيد خالد هو اللي جابهم كلهم,توجهت للمجلس لكنه سحبني من ذراعي ناحيته بقوه, وبصوت هامس يحمل كل معاني الندم والرجا...معقوله ما وحشتك؟!!.. مارديت عليه وكمل كلامه...لمتى يابندر بتظل تتجاهلني, كلمني رد علي,هزئني اوحتى اضربني انا راضي واستاهل لكن لا تسوي فيني كذا حرام عليك والله اني تعبان وفهمت غلطتي وعارف اني ما اقدر اعوضك لكن هالعقاب والله فوق طاقتي يكفيني يابندر انت بالذات تدري اني مالي غنى عنك...كان قلبي يقول لي...ياخي خذه بحضنك وانسوا كل هالالم لكن الله يلعن ابليس ،العناد والكبرياء سيطروا علي والموقف اللي صار فالاستراحه بين عيوني, قلت بكل برود وانا ابعد يدينه عني بهدوء...جعل يدي تنقص قبل يجي اليوم اللي تنمد فيها عليك ماضربتك وحنا صغار تبيني امدها الحين؟!! "كانت نغزه على حركة الأستراحه", يالله الشباب ينتظرون داخل... نزل راسه بانكسار ودخلنا,واضح انهم كانوا يحاولون يلقطون شي من الحوار اللي دار بيننا,لكن اول ما دخلت كل واحد التفت على الثاني وسوى روحه متعمق في سالفته.
بديت اصب القهوه ومسك خالد الدله الثانيه,كانت هاذي عادتنا لما يزورني احد دايم نفزع لبعض بس هالمره ماكنت ابي أي مساعده منه,واللي زاد قهري ان خالد باللي صار خلانا فرجه لخلق الله ومحل شفقه الجميع وهذا اللي ماكنت استحمله..قلت لماجد اول واحد بصب له بصوت واطي وانا اضغط على اسناني..رح قله يترك الدله ومشكور ما نبي منه شي...كملت صب وسمعت ماجد يقول لخالد اللي بدى يصب من الجهه الثانيه :هات الدله عنك...لا استرح تسلم انا ابي اصب مع رفيقي...وشدد على اخر كلمه يبيني اسمع...لكن بمزحه بايخه وقاسيه في نفس الوقت يرد ماجد:هذا اول يالحبيب زين انه سمح لك تدخل لبيته معانا هات عنك بس...وقعد يضحك..حسيت انه جرحه وتعمد يهينه ولولا اني حكمت عقلي ذيك اللحظه وتذكرت انه في بيتي كان صفقت وجهه بالدله اللي معي,صحيح ان ماجد كان معروف عنه انه انسان فظ وعربجي ومزحه زي وجهه ولا يثمن كلمته او حتى يفكر فيها قبل يقولها,لكن لو في ظروف غير هاذي الله العالم وش كنت بسوي فيه... هذا اذا ما أدبته اول مايطلع خالد ادري انكم تقولون طيب هذا اللي انت تسويه مع خالد بس ما ادري اذا قد جاكم هالشعور انه ممكن اجرح او ازعل انسان غالي علي بس لو احد ثاني حاول يفور دمي و اعصب!!!.
المهم سويت روحي ما سمعت وكملنا صب,جلسنا, اللي يسولف واللي يضحك كنه ماصار شيء الا انا وخالد كنت امر بعيوني عنده كل شوي, ولأني افهمه من عيونه وبدون أي كلمه عرفت انه ينتظر الشباب يمشون.
اذن العشاء وقاموا الجماعه الا خالد وكنت متوقع هالشي بعد, ودعتهم وشكرتهم على الزياره,عند الباب قال لي سامي بيني وبينه:والله انكم مفضوحين الغلا واضح بينكم حتى لو حاولتوا تبينون العكس والله الله في خالد وانت عارف اكثر مني انه مافي مثله انت العاقل ولا تغلط غلطته انتم بدون بعض اسمح لي ما تسوون شي , ولا تخلون شي تافه يهدم احلى صداقه شفتها في حياتي,اصلا والله يابندر انه يحز في نفسي اني اوصيك عليه وانتم اللي من اول نخاف نقول شيء عن واحد منكم قدام الثاني...شكرته وقلت..قلبي ياسامي ما يزعل وانت تعرف خاصه على خالد بس الأمور احيانا تطلع من يد الواحد والله يخليك لا تفتح معي الموضوع مره ثانيه تراه علي اصعب مما تتخيلون..مع السلامه..
ودعته, ولما التفت لقيت خالد واقف عند الباب الداخلي ينتظرني, قربت عنده بدون أي كلمه وكتفت يديني, بدى بالكلام على طول... بندر سامحني يااخوك ترى كل هاللي قاعد يصير ماله داعي, انا تهورت وقلت كلام ماكان لازم اقوله, وجيت اليوم اعتذر لك واحب راسك بعد,"تكفى"خل عنك العناد وريح بالي ترى ما صارت المسامح كريم يالغالي...سكت فتره اول مره اسمع تكفى منه كانت طالعه قويه منه لكني حاولت اختار كلماتي قبل لا اقوله شيء..آسف يا خالد صدقني ما اقدر انت حطمت كل الاشياء الحلوه لك في داخلي بعد ما سمعتني ذاك الكلام والا نسيت؟!!اذا انت نسيت تراي اذكر كل كلمه قلتها وتتردد في بالي كل يوم, ذاك الكلام اللي زي السم واتهمتني باطل بعد بدون ما تحسب لصداقتنا أي حساب,يا خالد انا للحين احس اني في حلم مو قادر اصدق اللي صار, انت من بد كل هالعالم تبيعني انا في لحظه؟!! ما كان العشم والله... وبصوت مليان الم ...يعني ايش يابندر 16 سنه صداقه معقول ما قدرت تلقى لي لحظه وحده تشفع لي عندك وتخليك تسامحني؟؟؟!!..بعد كلامه انهمرت الذكريات من كل جهه لكني حاولت اتجاهلها بكل ما اقدر وانفجرت... اسأل نفسك قبل لما اهنتني قدام البشريه بدون ما تعطيني حتى فرصه اني ادافع عن نفسي انت يا خالد حتى ما حاولت انك تظن فيني خير وبعتني بسهوله , نسيت كل شي يا خلود, نسيت اللي اذا ضاقت بك الدنيا يصير لك الدار ويضيق خلقه لين تنفرج عليك, ونسيت اللي صانك وحفظ اسرارك طول عمره، نسيت اللي ما يرضى احد يغلط عليك وانت بكل بساطه تجرحه وتظلمه وتحرجه قدام الكل, ياليتك قدرت معزتي ومحبتي الكبيره لك, حركت يديني بعصبيه... يا خساره يا خالد انا بس ابي اعرف ذنبي, قلي ليش سويت معي كذا؟؟! عمري غلطت عليك بكلمه؟ او حتى ضيقت خاطرك بحركه؟ تجرحني بهالسهوله ليه؟ علمني ياخالد لا توقف ساكت تكلم يا اخوك؟!! المشكله هنا ان الغلطه جت من غالي وهذا اللي يخليني ما اقدر امشيها...عضيت على شفتي وانا اشوف ملامحه تتغير...تجاهلته وكملت...تدري وفر علي كل الكلام اللي بتقوله لانه ما عاد ينفع شي الحين اللي انكسر ما يتصلح ما عاد لك بقلبي مكان ليتني ما عرفتك ياخالد... كنت اقول هالكلام عشان ارد له اللي صار فالاستراحه وداخلي يصرخ...يا مكبر كذبتك يا بندر انت لو احد سألك وش دنيتك مايجي في بالك الا أهلك وخالد... سكتنا شوي وخالد يهز راسه وعيونه تتلامع, والف صوت في داخلي يقول له:تراي مثلك يالغالي عزيز وداخلي منهار, وعشان انهي هالمشهد الحزين قبل لا اضعف قدامه قلت: في بيت شعر سمعته مره وما اظن ان معناه وصل لي او يمكن المشاعر اللي وصفها الا اليوم:

الجرح لا جــا من اغـــراب عــــــــــــادي
بس الجرح مـوت الجرح لا جا من احـباب*1
لا جا من احباب ياخالد وانت ياخوي ما قصرت كفيت ووفيت معي فهمتني البيت بطريقه ما اظن الا متأكد ان ما احد يقدر يوصلها مثلك, ما ودي اقول اني نادم على الماضي لاني فعلا ما ندمت لكنك خيبت ظني فيك...رفع براسه وقرب يده من اذنه من قسوة الكلام اللي سمعه...كافي يا بندر كافي انا عارف انك دايس على قلبك وانت تقول هالكلام، فإذا كنت تبي تثبت لي شي او حتى لنفسك صدقني تراك اثبته, واذا كنت تحس انك مخدوع فيني او مصدوم فأنت الحين بأصرارك على الزعل تسوي مثلي ومهما صار او بيصير ترى غلاك في قلبي هو الاول دايم وعشرتك عمرها ما تهون عندي, وبالنسبه لك انا اكثر انسان فاهمك في هالدنيا عشان كذا بصبر عليك شوي لكن ما راح استسلم وعارف انك مهما تقسى وتبعد طيبتك وحنية قلبك بترجعك لخو يك, وعارف بعد اني ما اهون عليك... همست وعيوني فالأرض: وش اللي يخليك متأكد لهالدرجه؟! مثل ما هنت عليك في يوم بتهون علي اليوم !!...طالعني بنظره يائسه وحزينه... الله يسامحك يابندر والله ما اظن انه يفرحك انك تجرح خويك بهالطريقه...، اذا كنت قادر تنسى وتلغي احلى سنوات من طفولتك وشبابك فانت بتقدر تنساني اما بالنسبه لي فانا ما اقدر استغني ولو عن لحظه من ذكريات عمري معك لاني ما اقدر انسى حياتي كلها ... رديت بسخريه واللي سويته فالأستراحه وش تعتبره؟؟مثل مانسيت اللي بيننا بسوء ظن انا نسيته بهالجرح، و ادري انك ماتستحمل فكرة ان اي احد يزعل منك لكن انا--...قاطعني...يابندر انت مو اي احد وراك تكلمني كذا؟! فتح عيونك تراي خلود... فعلا انا مو اي احد والدليل سواتك فيني...ابتسم بألم...لا حول ولاقوه الا بالله ما توقعت العناد يوصل فيك لهالدرجه، على كل حال الموضوع الحين صار في يدك وتقدر تحكم فيه بالطريقه اللي تبي بس اتمنى انك ما تسوي شيء تندم عليه، ولا تغالط نفسك اكثر من كذا انت تعرف من انت بالنسبه لي وهالعالم اللي حولي بدونك ما ابيهم وما اقدر اتخيل ان اللي كان بينا بيكون ذكرى في يوم من الأيام انت متخيل هالشيء وانت تقول هالكلام؟!!...هزيت راسي...محد يموت قبل يومه الدنيا كذا والحمدالله على نعمة النسيان... اقامة الصلاه.. وودعنا بعض وطلع.
(7)
بعد هالموقف حسيت براحه كبيره, حسيت ان احنا متعادلين الحين او يمكن كان سبب الراحه اني تكلمت معه بعد فتره اعتبرها في نظري طويييييله وطلعت كل اللي في خاطري, اصلا ما عاد فيني صبر على فراقه واكيد انه حس بغلطته وهذا اللي كنت ابيه وقررت اني انسى اللي صار خلاص و ارد عليه اذا دق المره الجايه, واسامحه واطلب منه يسامحني بعد,يعني حتى انا قلت كلام ما كان لا زم يطلع مني وقررت ان احنا نسافر بعد عشان نعوض كل الايام اللي بعدناها عن بعض.
علمت ريم بالسالفه كلها كانت مستغربه وهي تسمعني:تصدق يابندر هاذي والله العالم عين وصابتكم اجل معقوله خالد يسوي اللي سواه لا والأغرب انك قويت نفسك ولا سامحته,لا لا اسمح لي هالكلام ما يدخل العقل..!! ..ضحكت وانا اسمعها وقلت...من جدك ما سامحته؟؟!!اصلا من اول ما شفت اسمه في جوالي سامحته على طول وبيني وبينك قلبي ما قوى يزعل عليه من الاصل لكن الظاهر اني كنت امثل على نفسي قبل لا امثل على احد!! ثانيا المسأله بأختصار كانت رد اعتبار, لكن تعرفين حنا مو زيكم انتم يالبنات اذا زعلت وحده الثان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hanan22
مشرفاتنا
مشرفاتنا
hanan22


انثى
عدد المساهمات : 492
تاريخ التسجيل : 10/09/2012
تاريخ الميلاد : 06/06/1997
العمر : 26
الموقع : جوجل

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 10:54 pm



مخلوقه اقتحمت حياتي


توفي عمي و زوجته في حادث مؤسف قبل شهرين ، و تركا طفلتهما الوحيدة ( رغد ) و التي تقترب من الثالثة من عمرها ... لتعيش يتيمة مدى الحياة .


في البداية ، بقيت الصغيرة في بيت خالتها لترعاها ، و لكن ، و نظرا لظروف خالتها العائلية ، اتفق الجميع على أن يضمها والدي إلينا و يتولى رعايتها من الآن فصاعدا .

أنا و أخوتي لا نزال صغارا ، و لأنني أكبرهم سنا فقد تحولت فجأة إلى ( رجل راشد و مسؤول ) بعد حضور رغد إلى بيتنا .

كنا ننتظر عودة أبي بالصغيرة ، (سامر) و ( دانة ) كانا في قمة السعادة لأن عضو جديد سينضم إليهما و يشاركهما اللعب !


أما والدتي فكانت متوترة و قلقة

أنا لم يعن لي الأمر الكثير

أو هكذا كنت أظن !


وصل أبي أخيرا ..

قبل أن يدخل الغرفة حيث كنا نجلس وصلنا صوت صراخ رغد !

سامر و دانة قفزا فرحا و ذهبا نحو الباب راكضين

" بابا بابا ... أخيرا ! "


قالت دانه و هي تقفز نحو أبي ، و الذي كان يحمل رغد على ذراعه و يحاول تهدئتها لكن رغد عندما رأتنا ازدادت صرخاتها و دوت المنزل بصوتها الحاد !

تنهدت و قلت في نفسي :

" أوه ! ها قد بدأنا ! "

أخذت أمي الصغيرة و جعلت تداعبها و تقدم إليها الحلوى علها تسكت !

في الواقع ، لقد قضينا وقتا عصيبا و مزعجا مع هذه الصغيرة ذلك اليوم .

" أين ستنام الطفلة ؟ "

سأل والدي والدتي مساء ذلك اليوم .

" مع سامر و دانه في غرفتهما ! "

دانه قفزت فرحا لهذا الأمر ، ألا أن أبي قال :

" لا يمكن يا أم وليد ! دعينا نبقيها معنا بضع ليال إلى أن تعتاد أجواء المنزل، أخشى أن تستيقظ ليلا و تفزع و نحن بعيدان عنها ! "

و يبدو أن أمي استساغت الفكرة ، فقالت :

" معك حق ، إذن دعنا ننقل السرير إلى غرفتنا "

ثم التفتت إلي :
" وليد ،انقل سرير رغد إلى غرفتنا "

اعترض والدي :

" سأنقله أنا ، إنه ثقيل ! "

قالت أمي :

" لكن وليد رجل قوي ! إنه من وضعه في غرفة الصغيرين على أية حال ! "

(( رجل قوي )) هو وصف يعجبني كثيرا !


أمي أصبحت تعتبرني رجلا و أنا في الحادية عشرة من عمري ! هذا رائع !


قمت بكل زهو و ذهبت إلى غرفة شقيقي و نقلت السرير الصغير إلى غرفة والدي .

عندما عدت إلى حيث كان البقية يجلسون ، وجدت الصغيرة نائمة بسلام !
لابد أنها تعبت كثيرا بعد ساعات الصراخ و البكاء التي عاشتها هذا اليوم !
أنا أيضا أحسست بالتعب، و لذلك أويت إلى فراشي باكرا .


~~~~~~~~~







نهضت في ساعة مبكرة من اليوم التالي على صوت صراخ اخترق جدران الغرفة من حدته !

إنها رغد المزعجة

خرجت من غرفتي متذمرا ، و ذهبت إلى المطبخ المنبعثة منه صرخات ابنة عمي هذه

" أمي ! أسكتي هذه المخلوقة فأنا أريد أنا أنام ! "

تأوهت أمي و قالت بضيق :

" أو تظنني لا أحاول ذلك ! إنها فتاة صعبة جدا ! لم تدعنا ننام غير ساعتين أو ثلاث والدك ذهب للعمل دون نوم ! "

كانت رغد تصرخ و تصرخ بلا توقف .
حاولت أن أداعبها قليلا و أسألها :

" ماذا تريدين يا صغيرتي ؟ "

لم تجب !

حاولت أن أحملها و أهزها ... فهاجمتني بأظافرها الحادة !

و أخيرا أحضرت إليها بعض ألعاب دانه فرمتني بها !

إنها طفلة مشاكسة ، هل ستظل في بيتنا دائما ؟؟؟ ليتهم يعيدوها من حيث جاءت !


في وقت لاحق ، كان والداي يتناقشان بشأنها .

" إن استمرت بهذه الحال يا أبا وليد فسوف تمرض ! ماذا يمكنني أن أفعل من أجلها ؟ "

" صبرا يا أم وليد ، حتى تألف العيش بيننا "

قاطعتهما قائلا :

" و لماذا لا تعيدها إلى خالتها لترعاها ؟ ربما هي تفضل ذلك ! "


أزعجت جملتي هذه والدي فقال :

" كلا يا وليد ، إنها ابنة أخي و أنا المسؤول عن رعايتها من الآن فصاعدا . مسألة وقت و تعتاد على بيتنا "


و يبدو أن هذا الوقت لن ينتهي ...



مرت عدة أيام و الصغيرة على هذه الحال ، و إن تحسنت بعض الشيء و صارت تلعب مع دانه و سامر بمرح نوعا ما

كانت أمي غاية في الصبر معها ، كنت أراقبها و هي تعتني بها ، تطعمها ، تنظفها ، تلبسها ملابسها ، تسرح شعرها الخفيف الناعم !

مع الأيام ، تقبلت الصغيرة عائلتها الجديدة ، و لم تعد تستيقظ بصراخ و كان على وليد ( الرجل القوي ) أن ينقل سرير هذه المخلوقة إلى غرفة الطفلين !

بعد أنا نامت بهدوء ، حملتها أمي إلى سريرها في موضعه الجديد . كان أخواي قد خلدا للنوم منذ ساعة أو يزيد .

أودعت الطفلة سريرها بهدوء .

تركت والدتي الباب مفتوحا حتى يصلها صوت رغد فيما لو نهضت و بدأت بالصراخ

قلت :

" لا داعي يا أمي ! فصوت هذه المخلوقة يخترق الجدران ! أبقه مغلقا ! "

ابتسمت والدتي براحة ، و قبلتني و قالت :

" هيا إلى فراشك يا وليد البطل ! تصبح على خير "

كم أحب سماع المدح الجميل من أمي !

إنني أصبحت بطلا في نظرها ! هذا شيء رائع ... رائع جدا !

و نمت بسرعة قرير العين مرتاح البال .


الشيء الذي أنهضني و أقض مضجعي كان صوتا تعودت سماعه مؤخرا

إنه بكاء رغد !

حاولت تجاهله لكن دون جدوى !

يا لهذه الـ رغد ... ! متى تسكتيها يا أمي !


طال الأمر ، لم أعد أحتمل ، خرجت من غرفتي غاضبا و في نيتي أن أتذمر بشدة لدى والدتي ، ألا أنني لاحظت أن الصوت منبعث من غرفة شقيقي ّ

نعم ، فأنا البارحة نقلت سريرها إلى هناك !

ذهبت إلى غرفة شقيقي ّ ، و كان الباب شبه مغلق ، فوجدت الطفلة في سريرها تبكي دون أن ينتبه لها أحد منهما !

لم تكن والدتي موجودة معها .

اقتربت منها و أخذتها من فوق السرير ، و حملتها على كتفي و بدأت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .

و لأنها استمرت في البكاء ، خرجت بها من الغرفة و تجولت بها قليلا في المنزل

لم يبد ُ أنها عازمة على السكوت !

يجب أن أوقظ أمي حتى تتصرف ...

كنت في طريقي إلى غرفة أمي لإيقاظها ، و لكن ...

توقفت في منتصف الطريق ، و عدت أدراجي ... و دخلت غرفتي و أغلقت الباب .

والدتي لم تذق للراحة طعما منذ أتت هذه الصغيرة إلينا .

و والدي لا ينام كفايته بسببها .

لن أفسد عليهما النوم هذه المرة !

جلست على سريري و أخذت أداعب الصغيرة المزعجة و ألهيها بطريقة أو بأخرى حتى تعبت ، و نامت ، بعد جهد طويل !

أدركت أنها ستنهض فيما لو حاولت تحريكها ، لذا تركتها نائمة ببساطة على سريري و لا أدري ، كيف نمت بعدها !


هذه المرة استيقظت على صوت أمي !

" وليد ! ما الذي حدث ؟ "

" آه أمي ! "

ألقيت نظرة من حولي فوجدتني أنام إلى جانب الصغيرة رغد ، و التي تغط في نوم عميق و هادى !

" لقد نهضت ليلا و كانت تبكي .. لم أشأ إزعاجك لذا أحضرتها إلى هنا ! "

ابتسمت والدتي ، إذن فهي راضية عن تصرفي ، و مدت يدها لتحمل رغد فاعترضت :

" أرجوك لا ! أخشى أن تنهض ، نامت بصعوبة ! "

و نهضت عن سريري و أنا أتثاءب بكسل .

" أدي الصلاة ثم تابع نومك في غرفة الضيوف . سأبقى معها "

ألقيت نظرة على الصغيرة قبل نهوضي !
يا للهدوء العجيب الذي يحيط بها الآن!


بعد ساعات ، و عندما عدت إلى غرفتي ، وجدت دانه تجلس على سريري بمفردها . ما أن رأتني حتى بادرت بقول :

" أنا أيضا سأنام هنا الليلة ! "

أصبح سريري الخاص حضانة أطفال !

فدانه ، و البالغة من العمر 5 سنوات ، أقامت الدنيا و أقعدتها من أجل المبيت على سريري الجذاب هذه الليلة ، مثل رغد !

ليس هذا الأمر فقط ، بل ابتدأت سلسلة لا نهائية من ( مثل رغد ) ...

ففي كل شيء ، تود أن تحظى بما حظيت به رغد . و كلما حملت أمي رغد على كتفيها لسبب أو لآخر ، مدت دانه ذراعيها لأمها مطالبة بحملها (مثل رغد ) .

أظن أن هذا المصطلح يسمى ( الغيرة ) !

يا لهؤلاء الأطفال !

كم هي عقولهم صغيرة و تافهة !


~~~~~~


كانت المرة الأولي و لكنها لم تكن الأخيرة ... فبعد أيام ، تكرر نفس الموقف ، و سمعت رغد تبكي فأحضرتها إلى غرفتي و أخذت ألاعبها .

هذه المرة استجابت لملاعبتي و هدأت ، بل و ضحكت !

و كم كانت ضحكتها جميلة ! أسمعها للمرة الأولى !

فرحت بهذا الإنجاز العظيم ! فأنا جعلت رغد الباكية تضحك أخيرا !

و الآن سأجعلها تتعلم مناداتي باسمي !

" أيتها الصغيرة الجميلة ! هل تعرفين ما اسمي ؟ "

نظرت إلي باندهاش و كأنها لم تفهم لغتي . إنها تستطيع النطق بكلمات مبعثرة ، و لكن ( وليد ) ليس من ضمنها !


" أنا وليد ! "


لازالت تنظر إلى باستغراب !


" اسمي وليد ! هيا قولي : وليد ! "



لم يبد الأمر سهلا ! كيف يتعلم الأطفال الأسماء ؟


أشرت إلى عدة أشياء ، كالعين و الفم و الأنف و غيرها ، كلها أسماء تنطق بها و تعرفها . حتى حين أسألها :


" أين رغد ؟ "


فإنها تشير إلى نفسها .


" و الآن يا صغيرتي ، أين وليد ؟ "


أخذت أشير إلى نفسي و أكرر :


" وليد ! وليـــد ! أنا وليد !

أنت ِ رغد ، و أنا وليد !

من أنت ؟ "


" رغد "


" عظيم ! أنت رغد ! أنا وليد ! هيا قولي وليد ! قولي أنت وليد ! "



كانت تراقب حركات شفتيّ و لساني ، إنها طفلة نبيهة على ما أظن .

و كنت مصرا جدا على جعلها تنطق باسمي !


" قولي : أنــت ولـيـــد ! ولــيـــــــد ...

قولي : وليد ... أنت ولـــــيـــــــــــــــــد ! "




" أنت لــي " !!











كانت هذه هي الكلمة التي نطقت بها رغد !

( أنت لي ! )

للحظة ، بقيت اتأملها باستغراب و دهشة و عجب !

فقد بترت اسمي الجميل من الطرفين و حوّلته إلى ( لي ) بدلا من
( وليد ) !

ابتسمت ، و قلت مصححا :

" أنت وليــــــــد ! "

" أنت لـــــــــــي "

كررت جملتها ببساطة و براءة !

لم أتمالك نفسي ، وانفجرت ضحكا ....

و لأنني ضحكت بشكل غريب فإن رغد أخذت تضحك هي الأخرى !

و كلما سمعت ضحكاتها الجميلة ازدادت ضحكاتي !

سألتها مرة أخرى :

" من أنا ؟ "

" أنت لــــــــي " !


يا لهذه الصغيرة المضحكة !

حملتها و أخذت أؤرجحها في الهواء بسرور ...

منذ ذلك اليوم ، بدأت الصغيرة تألفني ، و أصبحت أكبر المسؤولين عن تهدئتها متى ما قررت زعزعة الجدران بصوتها الحاد ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hanan22
مشرفاتنا
مشرفاتنا
hanan22


انثى
عدد المساهمات : 492
تاريخ التسجيل : 10/09/2012
تاريخ الميلاد : 06/06/1997
العمر : 26
الموقع : جوجل

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 10:56 pm

نشالله تعجبكم الرواية :تصفيق:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hanan22
مشرفاتنا
مشرفاتنا
hanan22


انثى
عدد المساهمات : 492
تاريخ التسجيل : 10/09/2012
تاريخ الميلاد : 06/06/1997
العمر : 26
الموقع : جوجل

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 10:57 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وأصحابه الطييبين الطاهرين وبعد : …


فهذه قصة فتاة ابتليت بمس من الجن ، وقد عايشت القصة لحظة بلحظة، ولو نُقِلت ليَّ أحداث تلك القصة لكنت أول المكذبين بها ، ليس ذلك لأني أنكر صرع الجن للإنس ، حاشى لله أن أعتنق أو أفكر بذلك ، بل لأن الاعتقاد السائد عندي أن صرع الجن للإنس لا يتجاوز تخبط الإنسان وتغييبه عن الوعي ، أو إيذائه في جسده بالأمراض والأسقام التي لم ولن يجد لها الطب في القديم والحديث تفسيراً أو علاجاً في كثير من الأحيان ، أما التشكل والظهور والتحدث مع المصاب وتحريك الأشياء وغير ذلك من الأحداث التي رأيتها وعاينتها بنفسي لم أكن لأصدقها لو أنها نقلت ليَّ من الغير ، أو ربما لأحلتها إلى أسباب نفسية بحتة ، ولكن أبى الله سبحانه وتعالى إلا أن أرى بعيني وأسمع بأذني ، وهذا ما زرع الإيمان في قلبي ، والتصديق في عقلي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله أولاً وأخيراً 0
كانت الفتاة في مقتبل العمر وتبلغ ثلاث سنوات ، وهيّ طفلة جميلة لطيفة وكان ترتيبها العاشرة بين اخوتها ، وأبوها شيخ كبير قد بلغ من الكبر عتياً ، أما الأم فقد تعبت من كثرة الأولاد وقد استعانت بالاخوة في تربية الفتاة التي لم يكن أحد يختص ويهتم بشؤونها 0
وذات يوم من أيام العيد ألبسوا الفتاة الصغيرة أحسن ثيابها وزينوها كي يذهبوا في زيارة إلى مدينة تبعد ساعة إلا ربع عن مدينتهم الأصلية ، وفي زحام فرحة العيد وكثرة الأولاد ركبوا السيارة وتركوها في البيت العربي القديم الذي كانوا يسكنونه 0
خافت الفتاة وبكت بكاءً شديدا ً وبقيت على هذه الحالة مدة من الزمن ، فقدر الله سبحانه وتعالى أن يدخل أخاها الأكبر إلى المنزل ويراها في حالة سيئة للغاية ، وأدرك الموقف فضمها إلى صدره الحاني ولحق بالركب وأدركهم في الطريق 0
ومنذ ذلك الوقت أصبح ينتابها حالة بكاء وتشنج ، بحيث تفتح فمها ويسودّ لونها دون أن تُصدِرَ أيَّ صوت يذكر ، وتبقى على هذه الحالة إلى أن يُرش عليها الماء البارد فتعود إلى وعيها وإدراكها 0
وحين بلغت سن الرابعة توفي أبوها ، وبقيت تأتيها الحالة السابقة إلى أن دخلت المدرسة في سن السادسة من عمرها ، وأصبحت الإصابة تراودها من فينة لأخرى إلى أن انقطعت في المرحلة المتوسطة 0
وكانت الفتاة في هذه المرحلة محل إعجاب وتقدير من قبل أهلها ومدرساتها وزميلاتها وكل من تعامل معها ومن كان حولها ، وكانت ذات خلق وأدب وحياء ، ولكنها كانت تميل إلى العزلة والانطواء على نفسها ، مع أنها كانت متفوقة في دراستها وتكره سفاسف الأمور ومنكرات الأخلاق والآداب ، وقد كان يَرى الجميع فيها كل ما يتمنى أن يراه في فتاة في مثل عمرها 0
وفي ذات يوم من شهر يونيو آخر يوم من أيام امتحانات المرحلة المتوسطة حيث كان الجو شديد الحرارة ، خرجت الفتاة من الامتحان مفعمة بالسعادة والفرح تنتظر الأهل ، وطال الانتظار ، ذهب الجميع ولم يبقى مع المشرفة إلا القليل من الطالبات ، فأصيبت بحزن شديد لم يلبث أن تحول مع الانتظار إلى غضب عارم أصيبت على أثره بحالة إغماء ونقلت إلى داخل المدرسة ظناً أنها قد أصيبت بضربة شمس 0
ومنذ ذلك اليوم أصبحت تنتابها حالات بكاء شديد مع صرع خفيف قد يسبق الحالة أو يعقبها ، وكان هذا البكاء غريباً نوعاً ما ، حيث أنها كانت تفتح فمها ، وتجحظ عيناها ، ويصدر منها صوت على نغمة واحدة طويلة متصلة آ آ آ آ آ آ ، ويستمر الأمر على هذا الحال مدة من الزمن ، وكان أكثر ما تصاب الفتاة به في هذه الحالة في مواقف الضيق والحزن والغضب ، وكنا في كثير من الأحيان أثناء إصابتها بالنوبة ننقلها إلى المستشفى ، فيخبرنا الأطباء بأن هذه الحالة تعرف من الناحية الطبية بما يسمى ( هايبر فينتليشن ) ( hypr ventalation ) ، وأخبرونا كذلك بأن هذه الحالة تصيب الفتيات في مقتبل أعمارهن ولا داعي للخوف من ذلك ، ويكتفي الأطباء أثناء تلك النوبة بإعطائها إبر من نوع معين إضافة إلى استخدام المغذي ( الجلكوز )0
واستمر الحال على ذلك مع الفتاة طوال الأعوام الثلاث الأولى في المرحلة الثانوية ، ولوحظ خلال تلك الفترة أنها تكون متفوقة في النصف الأول من العام بحيث تحوز على درجات عالية تفوق نسبة 90 %، وفي نهاية العام يكون معدلها العام ما نسبته 70 % ، بمعنى أنها لم تحصل إلا على نسبة تقدر بـ 50 % ، وكان هذا الأمر بحد ذاته ملفت للنظر ، خاصة من قبل الأهل ، ولكن كما قلت لكم الأب قد توفاه الله سبحانه وتعالى ، والأم متعبة وتعاني ما تعاني من كثرة الأولاد والمشاغل والمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقها ، إضافة أنه لم يكن أحد يهتم أو يختص بشؤون الفتاة الخاصة أو العامة ، إضافة إلى أن الجميع وكافة من حولها كانوا يفسرون تلك الحالة بالقلق والتوتر اللذين يصيبانها في نهاية العام ، وكذلك ما قدمه الأطباء من تفسير للحالة والتي يطلق عليها من الناحية الطبية ( الهيبر فنتليشن ) ( hypr ventalation ) ، التي كانت تلازمها يومياً طوال فترة الاختبارات 0
وقد كان يتقدم لخطبة الفتاة بعض الأقارب وغيرهم ، وكانت ذات جمال وخلق وأدب جم ، إضافة إلى أنها كانت تتمتع بصفات خيرة بحدود لا يمكن أن توصف ، وكانت تنتسب إلى عائلة عريقة وهي تنحدر من أسرة فاضلة ، وكانت الأم تفضل التريث في زواج الفتاة لحين متابعة دراستها الثانوية 0
ولعل بلوغ الفتاة لهذا السن وتقدم العديد لخطبتها هو السبب الرئيسي في تفجير المشكلة ، وإظهار الكامن ، وما أن بلغت الفتاة في نهاية المرحلة الثانوية وذلك بتاريخ 15 / 9 / 2000م ، حتى بدأت الأحداث المتتابعة والمتلاحقة لقصتنا الغريبة ، وتتكشف الحقائق الكامنة لما يقارب أربعة عشر عاماً ، أي منذ أن كان عمرها يقارب ثلاثة أعوام ، حتى بلغت سن السابعة عشر 0
ومنذ تلك المرحلة أصاب الفتاة كره شديد ومفاجئ للمدرسة والمدرسات ، وغلب عليها البكاء والصراخ والارتعاش ، وأصابتها حالة هستيرية ، بحيث أنها ترغب في متابعة دراستها ولكنها لا تستطيع ذلك 0
فكرت ملياً في تطور حالة الفتاة وأصبحت أربط الأمور بعضها ببعض وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن الأمر لا يمكن أن يَتبَعَ الأمور الطبية سواء العضوية منها أو النفسية ، وقد أوعزت الأمر بعد تحليل وبحث وربط الأحداث بعضها ببعض لما يسمى بالأمراض الروحية خاصة أنني أملك كماً من العلم الشرعي وليَّ نظرة عامة في كافة الأمور والأحداث التي تتابعت من حولي وبخاصة أن الفتاة تسكن معنا في نفس المنزل كما أشرت آنفاً ، ومن هنا توصلت إلى نتيجة مفادها أن أبدأ برقية الفتاة بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وكان ذلك الأمر فاستفتحت قراءتي بسورة البقرة ، فازداد صراخها ، وانتفخت أوداجها ، واسود وجهها ، وحاولَت أثناء ذلك أن تُغلق أذنيها ، وقد منعتها من ذلك الأمر ، إلا أنها تحولت لتقطيع شعرها وتخميش وجهها ، وقد دخلت معها في صراع شديد مرير كانت تحاول من خلاله إيذائي بشتى الوسائل والطرق ، ولكنني استعنت بالله سبحانه وتعالى وصبرت واحتسبت واستمرت قراءتي لسورة البقرة حتى انهارت بين يديّ ، لتصحو بعد ذلك مستغربة للحالة التي هيَّ عليها ولا تذكر أي شيء مما حدث خلال ذلك الموقف 0
وتيقنت عند ذلك بأن الأمر خارج عن نطاق الطب العضوي والنفسي واستعنت بالله سبحانه وتعالى ، وأصبحت أرقيها وأكرر الرقية الشرعية عليها ، وكان حالها يزداد سوءاً ، فَتَرَكت الطعام والشراب ، ولم يعد بمقدورها النوم الهنيء الذي كانت تنعم به سابقاً ، إضافة إلى أنها كرهت الجميع بمن فيهم أمها واخوتها 0
وعلمت آنذاك أن الأمر يحتاج إلى رجل صاحب مراس وخبرة في هذا العلم ، حيث أنني لا أملك إلا القليل بخصوص هذا الأمر آنذاك والأمر يحتاج إلى وجود إنسان متخصص في الرقية يستطيع أن يوجهنا الوجهة الشرعية الصحيحة في العلاج والاستشفاء 0
وتوجهنا إلى أحد المعالجين بالرقية الشرعية ، ولم يكن الأمر بالسهولة التي نريدها ، حيث واجهتنا صعوبة بالغة سواء في الذهاب أو العودة ، وقد تم الأمر بصراخ وصراع ومقاومة شديدة 0
قرأ عليها هذا الأخ الكريم وحدد لنا برنامجاً أسبوعياً كي نسير عليه ، وفعلنا ذلك ولكن دون أي فائدة أو تحسن يذكر ، وخلال هذه الفترة تابعنا العلاج الطبي ولم نتركه حيث كنا نذهب بها إلى المستشفى للعلاج بمعدل مرة أو مرتين يومياً ، ولم يتغير في الأمر شيء ، وكان تشخيص الأطباء(حالة نفسية) أو (هايبر فنتليشن)(hypr ventalation)، وكان العلاج المعهود إبر مهدئة بالإضافة إلى استخدام المغذي( الجلكوز ) ، وبعض الأطباء ممن عاين الحالة نصحنا بالذهاب إلى من يعالج بالرقية الشرعية حيث أفادوا بأن الحالة لا تعاني من أية أمراض عضوية أو نفسية ، ومع ذلك فلا ننكر مطلقاً أن الفتاة قد استفادت فائدة عظيمة جداً من مراجعة المستشفى بسبب إعطائها المغذي ( الجلكوز ) حيث أنها امتنعت مطلقاً عن الطعام والشراب كما أشرت آنفاً 0
بعد ذلك اتصلنا بأحد الاخوة المعالجين بالقرآن وكانت تربطنا به علاقة صداقة قوية وقديمة ، وأردنا منه معاينة الحالة كي نقف على حقيقة المرض الذي تشكو منه ، فنحن إلى هذه اللحظة لا زلنا في دوامة لا نعرف أولها من آخرها ، وكان ذلك الأمر فحضر الأخ مشكوراً ومكث معها أربع ساعات متواصلة بوجودنا جميعاً ، وكانت خلال هذه المدة غائبة عن الوعي تماماً ، وكان يصدر منها صراخ شديد وتوسل ، وقد ضربها الشيخ ضرباً شديداً ، وعندما عادت لوعيها لم تشعر بكل ما دار حولها ولم تشعر بالضرب مطلقاً 0
وبدأت مرحلة جديدة من المعاناة والألم ، وبدأت الفتاة تشعر بأعراض جديدة ، حيث بدأت تشعر بآلام في منطقة الأرحام وتقلصات غير طبيعية ورافق ذلك خروج دم من نفس المنطقة ، وقد وَقَفتُ على ذلك الأمر بنفسي وشعرت بتلك التقلصات ولكني أوعزت الأمر إلى انقباضات عضلية عصبية ، وكل ذلك أدى إلى أصابتها بأزمة نفسية ، وحاولت أن أهدئ من روعها وأذكرها بالله سبحانه وتعالى 0
وقمنا بتوجيه من الأخ المعالج باستخدام زيت الزيتون المقروء عليه ، ودهن جميع أنحاء جسم الفتاة وبخاصة منطقة الأرحام ، ويتحول الأمر من التقلصات إلى آلام شديدة جداً تكاد لا توصف ، بل أصبح الوضع وكأنها تعاني من أمر يشبه طعن السكاكين ، وازداد ألم الفتاة وأصبح ليلها في أوله وفي آخره ألم وعذاب ، وكانت تصرخ وتتألم ويأتيها ما يأتيها من تعب وإرهاق مما لا يعلم بحالها إلا الله ، ونحن برفقتها حتى يطلع الفجر 0
خلال هذه الفترة نقلت الفتاة من مدرستها إلى مدرسة أخرى ، وحاولت المسكينة أن تنتظم في الدراسة ولكن دون جدوى ، حيث كان الصرع يطرحها من فينة لأخرى ، وبالرغم من أن المدرسة جديدة عليها ، وكذلك قلة الساعات التي كانت تحضر بها إلى المدرسة ، وأحياناً قد لا تحضر مطلقاً ، بالرغم من كل ذلك فقد حازت على إعجاب مدرساتها وزميلاتها ، وكانت تحصل في الامتحانات القليلة التي تقدمت إليها على أعلى الدرجات بل قد يصل الأمر في أغلب الأحيان أن تحصل على الدرجات النهائية 0
استمر الأخ المعالج جزاه الله خيراً في متابعة الرقية الشرعية ، وكان يمكث بطرفنا الساعات الطوال ، وتتكرر الأحداث : ألم وصراخ وتوسل وبكاء والشعور بالاختناق ومن ثم الصرع ، وكان الأخ المعالج يلجأ إلى ضربها ضرباً شديداً في فترات وأوقات معينة تتخلل الرقية الشرعية 0
كانت الفتاة في هذه الفترة ترى شبحين : الأول صغير أحمر اللون تمزق وتلاشى بفضل الله سبحانه وتعالى ، أما الثاني أسود كبير الحجم كانت تراه يخنق نفسه بيديه ، ومع مرور الأيام أصبح يكلمها بحدة وعصبية وأخذ يهدد ويتوعد 0
وللإنصاف والعدل ولاتخاذ كافة الأسباب الشرعية والحسية في علاج الفتاة ذهبنا بها إلى إحدى المستشفيات الخاصة بحثاً عن أسباب المعاناة والألم التي عادة ما تصيبها في منطقة الأرحام وكذلك خروج الدم من نفس المنطقة ، وقد كان الاعتقاد أن الأمر يتعلق بأسباب عضوية ، فعاينتها طبيبة متخصصة وقامت بإجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة ، وكانت نتيجة الفحص أن الفتاة سليمة تماماً ولا تشتكي من أية أمراض عضوية ، وقد شَرَحتُ لها الموقف من أوله إلى آخره ، فقالت ليَّ بالحرف الواحد : لعل هذا الأمر من تعبث الجن ! 0
بدأت الأحداث تتلاحق بالنسبة للفتاة ، وبدأ يظهر على أجزاء متفرقة من جسدها طفح جلدي يشبه الحروق خاصة في منطقة الصدر والبطن والركبتين ، وقمنا باستخدام كثير من المستحضرات الطبية التي وصفها لنا الأطباء ولكن دون أية فائدة تذكر ، ولم تنفع كافة المستحضرات في إزالة هذا الأثر من على جسدها ، ومن هنا اكتفينا باستخدام الزيت المقروء عليه 0
وتتابع الأحداث عليها في المدرسة أيضاً حيث أصبحت وفي أثناء سيرها تسمع همساً وكأن أحداً يكلمها ، أو أنها تشعر بمن يمسكها من الخلف فتلتفت فلا ترى أحداً ، والغريب في الأمر أنها في بعض الأحيان كانت تذهب لتشرب الماء فتفتح الصنبور فكان يغلق في وجهها ، فتصاب بالخوف والرعب وتعود إلى فصلها مرة أخرى 0
وكانت تدرسها مادة التربية الدينية أخت فاضلة من حفظة كتاب الله وأثناء قراءة المدرسة لبعض السور والآيات خاصة التي ورد فيها ذكر الشياطين تصرع الفتاة على الفور 0
وتتطور الأحداث بصورة متلاحقة فأصبحت الفتاة ترى في اليقظة رجلاً كأنه من أصحاب القبور يحدق بها ، وأحياناً أخرى تراه بشكل مسخ لم تستطع من بشاعته أن تقوم بإعطاء وصف دقيق له ، فإذا دخلنا عليها اختفى كل ذلك من أمام عينيها 0
وبدأ يتأثر المحيطون بالفتاة بتلك الأحداث ، ومن ذلك أنني استيقظت في ليلة من ذات الليالي وإذا يدايّ مشلولتان أو أشعر فيهما بخدران شديد ، وذهبت من فوري لمراجعة المستشفى ، الذي أكد لي على سلامتي من الناحية العضوية وأني لا أعاني من أية أعراض طبية ، ابني الكبير ذو التسعة أعوام أصبح يسير وهو نائم على غير العادة ثم يرمي بنفسه على عمته ( الفتاة المصابة ) لتفزع مرعوبة وتصرخ صرخة عظيمة ، وكذلك الحال مع ابنتي ذات العشرة أشهر آنذاك ، كانت تستيقظ مرعوبة وتحدق في شيء نحن لا نراه ، ثم تخفي وجهها في ثنايا صدري من ذلك الشيء الذي تراه ، وتستغرق في بكاء شديد ، وأصبح الجميع يشعر بأن شيئاً ما يحاول التعدي على حياتنا الخاصة 0
وأصبح الشعور السائد بأن هناك محاولات مستميتة لإجبار المحيطين بالفتاة التخلي عنها ، وكان امتحاناً صعباً ، فالأم والاخوة أصابهم خوف شديد وآثروا الابتعاد ، ولم يبقى إلا أنا زوجة الأخ ، وتيقنت بأنني لو تخليت عنها في مثل هذه الظروف الصعبة لضاعت الفتاة إلا أن يشاء الله ، فعزمت أمري وعقدت العهد مع ربي أن لا أتخلى عنها تحت أي ظرف من الظروف ، فنقلتها إلى غرفتي لتنام معي كي أكون قريبة منها فأواسي ضعفها وأجبر كسرها وأحفظها بعد الله سبحانه وتعالى من أي مكروه قد يصيبها من ذلك الخبيث اللعين ، وكنت أسأل الله سبحانه وتعالى التثبيت والإخلاص في ذلك ، وكنت على يقين بأنني أقف أمام عدو ليس من عالمنا ويحتاج لسلاح قوي شديد للنيل منه والقضاء عليه ، وكان أنيسي في ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم 0
وقد ساعدنا في هذا الأمر ذلك الأخ المعالج الذي كان يقرأ على الفتاة ، وكان رفيقاً بنا وبحالنا ، ويقدر جهلنا في كثير من الأمور التي واجهتنا ، فكان يصارحنا تدريجياً بالأمور والأحداث ، وكان دائماً يوجهنا لما ينفعنا في الدنيا والآخرة 0
وسوف أقدم للقراء الأعزاء وصفاً مختصراً لبعض الجلسات التي كان يحضرها الشيخ مع الفتاة ، حيث كان يبدأ جلسته بموعظة وتذكير بالله ، وحث على الصبر ، وكانت موعظة معبرة ومؤثرة ، إلا أن الفتاة لم تستفد منها أي شيء يذكر ، حيث أن الخبيث كان يوحي إليها حقيقة بشم رائحة كريهة لا تطاق من هذا الأخ الكريم، لدرجة أنها تشعر أحياناً بالتقيأ، أما صوته بالنسبة لها فكان عالياً جداً ومزعجاً لدرجة أنها لا تستطيع أن تميز كلماته ، وكذلك تراه بشكل مفزع ، عيون جاحظة وأسنان طويلة حادة وغير ذلك من الأوصاف القبيحة 0
وقد كانت تسألنا بعد الجلسة عن حقيقة ما رأت ، فأبين لها أن ذلك غير صحيح على الاطلاق ، وقد كانت تصرع أثناء الرقية وتشعر باختناق وغير ذلك من الأحداث المعتادة في مثل تلك الحالات ، وفي بعض الأحيان ترى هذا المتمرد يقف خلف المعالج ليضحك منها ويستهزء بها ، وأحياناً أخرى تراه متشكلاً بالمعالج ليقف على بطنها أو يركلها ، أو يقوم بفعل أمور مستقبحة ، فكانت تستنجد بأخيها وبي وتلعن المعالج ظناً منها أنه هو الذي يفعل ذلك ، وقد احتجنا إلى وقت طويل ومجهود كبير حتى تصدق أنه هو الذي يفعل كل تلك الأمور 0
وبعد أن اتخذت قراري في الوقوف مع الفتاة ومساعدتها بكل ما أملك من قوة وبأس بدأت التهديدات توجه إليّ من كل حدب وصوب ، فأمي تسكن في مدينة أخرى غير التي أسكنها ، أصبحت ترى الشياطين تهاجمها في المنام ، ولم تكن لتتخلص منها إلا بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى وقراءة آية الكرسي ، وأثناء تلك الفترة كان يستيقظ من حولها على صراخها ، وبفضل الله سبحانه وتعالى توقف ذلك الأمر عليها ولم يتكرر ثانيةً 0
صديقتي التي تعتبر من أعز صديقاتي وأقربهن إلى نفسي ولا تعلم بهذا الموضوع شيء لا من قريب ولا من بعيد ، رأت في منامها مجموعة من الجن والشياطين قد احتوشتها وتطلب منها إنذاري بالابتعاد عن تلك الفتاة وإلا كنت أنا المقصودة بالإيذاء ، وطلبوا منها إبلاغي بتلك الرسالة وإعلامي بأن لهذا الخبيث أعوان من الجن والشياطين 0
جاءتني المسكينة وقد ارتعدت فرائضها ، وأخبرتني بالحالة التي رأتها ، فأخبرتها بالقصة كاملة ، وبينت لها بأني قد قطعت عهداً على نفسي مع خالقي سبحانه وتعالى على أن لا أتخلى عن هذه الفتاة المسكينة تحت أي ظرف من الظروف ، وبينت لها بأنه إن كان لهذا الخبيث المتمرد أعوان فإن معيني هو الله سبحانه وتعالى ، وكفى به معيناً ، وجددت أمامها العهد والموثق مع الله سبحانه وتعالى لأغلق الباب على نفسي أولاً وعلى هذا اللعين من الجانب الآخر 0
بعد ذلك توالت الأحداث وتتابعت الأمور وأصيبت الفتاة بكافة أنواع الإيذاء ، وتذكرت عندئذ ما قرأته في الكتاب الموسوم ( نحو موسوعة شرعية في علم الرقى – تأصيل وتقعيد في ضوء الكتاب والسنة والأثر ) للأخ الفاضل أبو البراء ، حيث ذكر جملة من أنواع الإيذاء التي يتعرض لها الإنس من قبل الجن والشياطين وكنت أقف حائرة بيني وبين نفسي وأتساءل في صمت خافت : أيعقل أن يحصل مثل ذلك الإيذاء من قبل هذه الفئة الباغية ؟ وهل يستطيع أن يصلوا إلى مثل ذلك حقاً وصدقاً ؟ وأبى الله سبحانه وتعالى إلا أن أرى ذلك بنفسي ليكون عبرة وعظة لي ولكل من ينكر هذه المسألة العقدية 0
ويستمر الأمر في تزايد مطرد ، وتصاب الفتاة بصداع شديد للغاية ، مع الشعور بحركة غريبة في الرأس ، وقد شعر الجميع من حولها بتلك الحركة ، بل قد لمست بنفسي ذلك الأمر ، وشعرت وكأنها حركة طفل جنين في بطن أمه ، وتصاب الفتاة بعد ذلك بالعمى خاصة إذا أرادت أن تحفظ شيئاً من القرآن الكريم ، أو أثناء مذاكرة الدروس الخاصة بها ، وإذا أرادت القراءة تشعر بأن الصفحات التي أمامها خالية تماماً وكأنها صفحة بيضاء 0
ويتطور الأمر كي تصاب بالصمم خاصة إذا كلمها الأخ المعالج ، وكذلك يصاب فمها بالتشنج ولا تستطيع مطلقاً أن تتكلم أو تحاول رقية نفسها بالرقية الشرعية ، وأحياناً أخرى تراها تضع أصابعها في عينيها وبقوة شديدة ، وكنا نتدخل كي لا يحصل ما لا يحمد عقباه ، وكان الاعتقاد السائد عندي أن كل ذلك يحصل بتأثير خارج عن إرادتها وأن القصد والهدف والغاية من ذلك إيذاؤها بشتى الطرق والوسائل 0
وقد تعرضت الفتاة لاعتداءات قذرة ، وقد يتبادر لذهن البعض أن مثل تلك المواقف ربما تكون أمور نفسية ، ولكني عايشت الأمر عن قرب وأجزم بأن الأمر ليس كذلك ، ولقد كانت بعض الاعتداءات تحصل أمام أعيننا ، وكنا نوقضها بالرقية أحياناً ، وبالضرب أحياناً أخرى ، وقد حدث معها في المرة الأولى والكل نيام حيث شعرت بأن شخص يوقظها ، وعندما فتحت عينيها أغلقتهما مرة أخرى ، كي تجد شخصان يد الأول عند رأسها ، أما الثاني فأغلق فمها وقال لها : كنت أنوي الزواج منك ، أما الآن فسأنال ما أريد دون ذلك ، وحاول الاعتداء عليها ، ومنذ ذلك الوقت أقوم أنا وزوجي - أخوها - بالسهر عليها وحراستها من ذلك الأفاك اللعين ، وكنا نشعر في كثير من الأحيان بقرب الاعتداء ، حيث تهب في الغرفة نسمات باردة معطرة ، وأشعر في ذلك الوقت بأن أحداً معنا في الغرفة ، وأجد التعابير واضحة جلية على وجه الفتاة ، وقد كنت أتتبع المواضع بالزيت المقروء عليه ، وإذا تطور الأمر أحياناً ألجأ للرقية الشرعية ومن ثم للضرب الشديد ، ولم تكن تشعر بذلك مطلقاً ، وأحياناً قد تكون نائمة على الكنب فيعتدي عليها ويسحبها من قدميها حتى تسقط على رأسها ويرتطم بالأرض ، وهي تقاوم وتصيح وتدفع عن نفسها ، أما طريقة السحب التي رأيتها أنا والمعالج والمدرسة فكانت توحي تماماً بأنها تحدث بفعل فاعل ، مع أننا لم نرى ذلك في الواقع العملي ، وبفضل الله سبحانه وتعالى وحده استطعنا منع أغلب حالات الاعتداء ، ولقد كانت تحكي لي بعد إلحاح شديد تفاصيل ما حصل لها ، وكنت أعجب من الذي تذكره لي ، وأنا أعلم يقيناً من التي تقف أمامي فقد ذكرت لكم بأنها إنسانة ذات أدب وخلق ، فضلاً عن أنها فتاة صغيرة عفة السمع والبصر ، بحيث أنها لم تشاهد التلفاز ولم تهتم به قط ، وكذلك لم تكن لتهتم بالمجلات الساقطة ونحو ذلك من سفاسف الأمور ، وكنا نعرف يقيناً من هنّ صويحباتها ، ومع الاستمرار بالرقية الشرعية كنت أجلس معها جلسات قد تستغرق في بعض الأحيان الساعات الطوال لامتصاص آثار تلك المواقف المدمرة التي كانت تتعرض لها 0
وتتوالى الأحداث وتتعرض الفتاة لعمليات خنق من قبل هذا اللعين ، وكنت أراها وهي تحاول فك يديه من على رقبتها ولكن دون جدوى ، حيث كنت أرى يديها تطيران في الهواء ، وكانت عملية الخنق تصل إلى ذروتها في بعض الأحيان بحيث أن الفتاة كادت أن تموت بين أيدينا ولكن الله سبحانه وتعالى سلّم فله الحمد والمنة والفضل على ما أنعم به على عباده المؤمنين ، وكنا في مثل تلك المواقف نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وللرقية الشرعية ، وفي بعض الأحيان نلجأ للتوجيهات التي ذكرها الأخ أبو البراء في موسوعته ، أما في حالة وجود الأخ المعالج فكان يتصرف هو من تلقاء نفسه حسب خبرته ومعرفته ، حيث أن أغلب حالات الخنق التي كانت تعتري الفتاة تكون بوجوده وبين يديه 0
بعد ذلك اصطحبنا الفتاة إلى إحدى المستشفيات الخاصة – قسم الطب النفسي - وقد جلس مع الفتاة طبيب ومساعد له ، وقد سألا إن كنا قد عرضناها على بعض الاخوة المعالجين بالرقية الشرعية ، وأخبرونا بأن هؤلاء الاخوة المتخصصون يستطيعون الوقوف على حالة الفتاة فيما إذا كانت تعاني من صرع الأرواح الخبيثة أو أنها مصابة بحالة نفسية ، وقد أدهشني ذلك الأمر حيث أنهم لم ينكروا مطلقاً الإصابة بالمس الشيطاني ، مع أن بعض الأطباء عادة لا يقرون بمثل تلك الأمور ، وقد أثلج صدري مثل ذلك الأمر وعلمت يقيناً أن مثل هذا الالتقاء بين الطب والرقية سوف يصب حتماً في مصلحة المريض فأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد للجميع 0
بعد تلك الأحداث المتلاحقة فقدت الفتاة شهيتها للأكل تماماً ، وأصبحت تأكل وتشرب رغماً عنها وبضغط منّا ، مما اضطرنا إلى أخذها مرة أخرى لذلك الأخ الذي يعالج بالرقية الشرعية ، فصعقها بالكهرباء ، وكان هذا الأخ الكريم يصرخ في وجه هذا اللعين ويقول له : أخرج من هذه الفتاة ، فسمعنا الخبيث يصرخ ويقول : سوف أخرج ، سوف أخرج، وأدعى أنه قد خرج ، وأعطانا هذا الأخ الكريم في ذلك الوقت جدولاً زمنياً للعلاج كي نسير عليه 0
عدنا في مساء ذلك اليوم للمنزل ، وصرعت الفتاة في نفس الليلة ، وقد رأته وهو مضرج بالدماء ينظر لها بحزن وغضب ، ثم أن الخبيث غير أسلوب تعامله معها من التعذيب والترهيب إلى الاستعطاف والترغيب ، إذ أصبح يتصور لها بصورة شاب وسيم جميل للغاية ، ويتوسل إليها أن تبادله الحب ، وأخبرها بأنه قد ضحى بالكثير من أجلها ، وأنه لن يتخلى عنها مهما كان الثمن لذلك 0
وصارحتني بتلك الحقيقة وأخبرتني بكل شيء ، فبينت لها أن لا تنخدع بقوله ، وكشفت لها الأساليب الخبيثة الماكرة التي يلجأ إليها الشياطين في سبيل تحقيق مآربهم الخاصة ، وبينت لها أنه شيطان خبيث ذميم الخلقة كما جاء ذلك في محكم التنزيل ، وكانت بين الفينة والأخرى تناقشني وتجادلني في ضرورة التفريق بين الجن والشياطين ، وكنت أشعر أن ذلك الأمر ملقى في روعها وليست هيّ التي تتحدث بذلك وتؤمن به 0
ومن خلال نقاشي لها وتذكيرها بالله فطنت لنفسها من تلك الأوهام التي كان يلقيها ذلك الخبيث في روعها وَفَوَضت أمرها إلى الله سبحانه وتعالى وعملت بنصيحتي لها ، فأقسم الخبيث أن يُنغِصَ عليها حياتها ، وأن يحرمها من دراستها ، بل أنه قد هددها بالقتل 0
ومن هنا ومنذ ذلك الوقت بالذات بدأت أصعب مرحلة في مراحل هذه القصة العجيبة ، إذ بدأ الخبيث ينفذ تهديداته ، فكان يظهر لها في المدرسة تراه ولا يراه الطالبات أو المدرسات ويهددها بتعريتها من ملابسها أمام الجميع ، وقد لجأت مرات عدة إلى مدرسة التربية الدينية لرقيتها ، فما كان من الخبيث إلا أن صرعها ومزق ثيابها بيديها ، وحاول الاعتداء عليها فما كان من تلك المدرسة الفاضلة إلا أن ألقت بنفسها عليها وهي ترقيها بالرقية الشرعية ، ونتيجة لمثل ذلك التصرف أصبحت تلك المدرسة المسكينة تهاجم بالكوابيس في كل ليلة ، وابتليت بمرض أصابها في يديها ، ولكنّ الله سبحانه وتعالى كشف كربتها وفرج عنها 0
ودخلت الفتاة في مرحلة جديدة نتيجة للظروف القاسية التي واكبتها خلال الفترة المنصرمة ، وأرادت أن تدخل في تحدي مع هذا الخبيث ، وأصرت على أن تتقدم للامتحان وكان ذلك اليوم يوماً مشهوداً ، وكان التعاون ملحوظاً من قبل المدرسة ممثلة بالمديرة ووكيلة المدرسة ومساعدتها ومدرسة التربية الدينية ، حيث خصصت لها إدارة المدرسة غرفة الوكيلة لتقديم الامتحان ، وكان في الغرفة إضافة للفتاة أنا ووكيلة المدرسة ومساعدتها ومدرسة التربية الدينية ، وعند بدء الامتحان بدأت عيني الفتاة في وضع متقلب وهذا ما يسمى بـ ( الرأرأة ) ، حتى وصل الأمر إلى أن أصبحت عينيها بياض بالكامل ، ومن فوري قمت برقيتها بالرقية الشرعية وسرعان ما أصيبت بصداع شديد ثم صرعت ، فلما أفاقت أصرت على إكمال الامتحان ، وبدأت تكتب الإجابات المقررة وعلى الفور أصيبت يدها بالشلل ، بعد ذلك طلبت منها أن تمليني الإجابات بعد أخذ الإذن من الوكيلة ، ويفاجأ الجميع بأن الفتاة بدأت تضرب بطنها بشدة وقوة حتى صرعت ، أفاقت مرة أخرى وكلها إصرار وتحدي أن تتابع الامتحان المقرر ، فزعت الوكيلة والمساعدة فزعاً شديداً من كل ما حصل وهربتا معاً من الغرفة ، وبقيت أنا ومدرسة التربية الدينية التي أبت أن تتركني وحدي مع الفتاة رُغم إصراري عليها بمغادرة الغرفة ، وما أن بدأت في إجابة الأسئلة حتى رأيتها تطير من كرسيها التي تجلس عليه وكأن أحداً ما قد جاء مسرعاً ودفعها بقوة حتى وصلت إلى باب الغرفة على بعد متر ونصف من المكان الذي كانت تجلس فيه ، وأذكر أن مدرسة التربية الدينية قالت لي في ذلك الوقت : ما الذي يحدث من حولنا ؟ ، وما الذي يحصل لهذه الفتاة المسكينة ؟ ما أظن هذا الخبيث إلا أنه مارد ، ولكنها تساءلت ببراءة وقد كنا في ذلك الوقت في شهر رمضان المبارك ، أليست الشياطين تصفد في رمضان ؟ فكان ردي آنذاك آمنا بالله ورسله ، ولعلنا لم نفهم المعنى الحقيقي للحديث ، وكل ما حصل في ذلك الموقف يؤكد لنا جميعاً أن هذا الخبيث لم يكن يعمل لوحده إنما كان يعاونه أحد ما ، وقد رأينا كيف أن الفتاة تهاجم من عدة اتجاهات وفي آن واحد ، بعد كل ما حصل أفاقت الفتاة وقد أصرت على إكمال الامتحان ، عند ذلك شعرت باختناق شديد وجحظت عينيها ، وأصبحت ترى ذلك الأخ المعالج واخوتها يتعرضون لحوادث مروعة ويتقطعون أمام عينيها وهم يستنجدون بها ، فما كان مني إلا أن اتصلت بهم واحداً واحداً على الهاتف النقال لأبين لها كذب هذا الخبيث المتمرد لأن المسكينة كانت وكأنها تعيش الموقف على حقيقته 0
وقد استمر الوضع على ما هو عليه : صرع واختناق ورؤية الحوادث المروعة وغير ذلك من أمور أخرى ، وكان يرافق كل ذلك صراخ شديد ، ولم تستطع الفتاة الإجابة إلا على الورقة الأولى من الامتحان ، واستمر الوضع على ذلك منذ تمام الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الواحدة والنصف ظهراً ، مما اضطر مديرة المدرسة إلى استدعائي والاعتذار عن استمرار هذه المأساة خوفاً منها على المدرسات والطالبات وكان لا بد لها من وقف قيد الطالبة ، فتمت موافقتي فوراً على ذلك الإجراء خوفاً على الطالبة من جهة ، وتقديراً لمصلحتها ومصلحة الجميع من الجهة الأخرى ، وحيث أننا لا نستطيع أن نستمر على هذا الحال والمأساة طيلة أيام الاختبارات ، علماً بأن ورقة الامتحان التي أجابت عليها الطالبة قد اختفت تماماً ، كما اختفت بطاقتها المدنية التي كان لا بد منها للحصول على عذر طبي ، ولم يُجدِّ البحث آنذاك لا عن هذه ولا تلك ، فآثرنا الانسحاب من موضوع الدراسة مؤقتاً 0
وتستمر المأساة والصراع مع هذا المتمرد الذي لم يرقب في مسلم إلا ولا ذمة ولكن يبقى عزائنا الوحيد بثقتنا المطلقة بالله سبحانه وتعالى ، ويتحول الخبيث كي يستخدم معها أسلوب خطير آخر وهو دفعها أينما كانت ، فتارة يدفعها من الأمام فتطير إلى الخلف مسافة متر أو أكثر ، وتارة أخرى يدفعها من الخلف فتطير إلى الأمام ، وتارة يدفعها من أحد الجانبين ، وكل ذلك يحدث معها سواء كانت تسير داخل المنزل أو على السلم ، وبالعموم فقد كان هذا العتل يتحين الفرصة التي يكون فيها الإيذاء أشد ، هذا وقد اضطرنا الأمر في الشتاء الماضي إلى الاستغناء عن المدفأة بسبب المحاولات المتعددة من قبل هذا الطاغية لإلقاء تلك الفتاة المسكينة عليها ، أما إن كانت المدفأة كهربائية فكان يحاول إلصاق يدها بها ، وكذلك الأمر بالنسبة للأشياء الحارة فكان يتعمد دائماً وأبداً أن يسكب الأشياء الحارة عليها ليحرقها ، بحيث يرى جلساؤها وكأن أحداً ما يضربها مما يؤدي إلى مثل تلك الوضعية ، وقد أدى ذلك إلى منعها من قبلنا من حمل الأشياء الحارة ، هذا من جهة أما من الجهة الأخرى فكان يحاول إيذاءها بأي شيء حاد تمر عليه ، بحيث يضرب يدها بشدة فتسيل دماؤها ، وكان معظم التركيز على الجانب الأيسر لهذه الفتاة المسكينة ، بل قد منعت من دخول المطبخ خوفاً عليها من إيذاء ذلك الطاغية 0
ويستمر اللعين في طغيانه وجبروته ويتحول لاستخدام أسلوب شديد القسوة حيث بدأ ينهال عليها بالرفس والركل أثناء فترة النوم ، ليس ذلك فحسب إنما يتطور الأمر تدريجياً كي يصدم رأسها في الأرض تارة ، وفي الجدار تارة أخرى ، وفي الأثاث تارة ثالثة ، وقد جعلني مثل ذلك الوضع ألازمها ملازمة تامة ، آخذ بيدها وأتأبط ذراعها أثناء يقظتها وفي سيرها وفي صلاتها ، حتى كنت أرافقها في دخولها للحمام سواء كان ذلك للاغتسال أو لقضاء الحاجة ، وأحياناً وفي غفلة مني كان يتربص بها السوء فيحاول إيذاءها والنيل منها ، وكنت على يقين تام وثقة مطلقة بالله سبحانه وتعالى أن هذا الوضع الصعب لن يستمر طويلاً، وأن الفرج قريب، وأن النصر مع الصبر 0
وأذكر في سياق هذه القصة بعض أشكال الإيذاء التي كان يقوم بها هذا اللعين ، فذات يوم كنا نصلي معاً ، وقد كان يشد عليها ويعذبها في الصلاة فيضربها في ثنيات قدميها خلف الركبتين لتقع على الأرض ، وكان يحصل مثل ذلك الأمر خاصة أثناء القنوت والدعاء عليه ، وكم من مرة كان يضربها على رأسها من الأمام أو من الخلف أو من كلا الجانبين ويصرعها ، وذات يوم صرعها بنفس الطريقة السابقة ، فنقلتها إلى فراشها، وأردت أن أتابع الصلاة ، وأقسم بالله العظيم أني رأيتها تطير من فراشها مسافة مترين تقريباً كي تستقر في منتصف الغرفة وفي نفس الوضع التي كانت نائمة عليه ، وأذكر من شدة الصدمة في ذلك الموقف جلسنا نضحك سوياً وقد لعنته ولعنت أباه ، فنهيتها عن ذلك ، إذ ليس لأبيه ذنب في كل ما يحصل 0
ومن الحوادث الغريبة التي حصلت لنا سوياً حيث أدخلتها ذات يوم إلى الحمام وسرعان ما رأيت مطارة الشامبو تطير في وجهها وتضرب الحائط بشدة ، فاستعذنا جميعاً بالله عز وجل ، وكذلك من الأمور الغريبة التي حصلت معنا أن فيشة الهاتف كانت تطير في وجهنا إذا أردنا أن نكلم الأخ المعالج الذي يقرأ عليها 0
بل اتبع أسلوباً جديداً في حربه لتلك الفتاة المسكينة ، حيث بدأ يزرع الشكوك في نفسيتها ويوهمها بأن المعالج لا يقرأ عليها خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى إنما له مآرب أخرى ، وأخذ يلقي تلك المعاني في عقلها وقلبها ، كل ذلك أدى بها إلى كره المعالج والشك به ، واستطعنا بفضل الله سبحانه وتعالى أن نزيل كافة تلك الوساوس عنها ، وأن نعيد لها الثقة بالمعالج ، فلما رأى منها ذلك ، ولمس من الفتاة تقدير المعالج لحرصه وشهامته وتضحيته من أجل إخوانه في الله ، أصبح يحاربها على نقيض ذلك التوجه ، بحيث أصبح يتشكل بصورة هذا الأخ الكريم ويحاول الاعتداء عليها بكافة الأشكال والسبل ، علَّ الفتاة تستجيب له في وده وحبه لها ، أو أنها ترفض وتكره ذلك الأخ الفاضل ، بل وصل به الأمر إلى درجة أن يتشكل لها بهيأة المعالج وبنفس الملابس التي يلبسها ، وذات يوم ذكرت لنا بأنها رأت الخبيث يتشكل بشكل المعالج ويلبس ثوباً بنّيَ اللون ، وقد استنتجت أنا وزوجي بأن المعالج سوف يحضر إلينا ذلك اليوم بمثل هذا الثوب ، وبالفعل حصل مثل ذلك الأمر ، ونحن نعلم قطعاً أن القضية ليست معرفة بعلم الغيب بقدر ما هو معرفة أمر بمقدور الجن معرفته بطرقهم الخاصة ، ولكن المؤكد في الأمر أن هذه المسألة لا يمكن تفسيرها أبداً من الناحية النفسية ، أو وصف هذه الحالة بالمرض النفسي 0
ومن الأمور التي كنا نستغرب منها جميعاً أن الفتاة أوتيت قدرة عجيبة على السمع ، فقد كانت تسمع الحديث الذي يدور في غرفة أخرى علماً بأن المسافة بين الغرفتين تكون بعيدة نوعاً ما وقد تفصل بينها غرف وأبواب ونحو ذلك من أمور أخرى ، ولعل أكثر ما كانت تسمعه تلك الأحاديث التي تؤذيها في مشاعرها وتسبب لها انتكاسات نفسية كالحديث عن حالتها وعن الخبيث وقوته ، وكذلك ما نخطط له وندبره مع الأخ المعالج في الأساليب والوسائل المتبعة في العلاج 0
وكذلك كنا نلاحظ عليها أمر ملفت للنظر حيث كانت تمتاز بعين حارة للغاية ، ومن ذلك أنها أعطت وصفاً جميلاً لفم وأسنان ولدي البالغ من العمر تسع سنوات ، وحصل بعد ذلك أن وقع على وجهه وتكسر أحد أسنانه ، وحصل أن تأذى في ذلك اليوم ثلاث مرات ، ومرة أخرى وصفت عيناه بالجمال فتعرض لحادث دخل على أثره برادة حديد في عينه وتلقى العلاج اللازم لإزالتها ، وكذلك حصل أن أصيب بحروق في عينية نتيجة تعرضه للماء الساخن ، ومن الحوادث التي تؤكد على هذا الأمر ما تعرضت له أبنتي الكبرى من إيذاء ، حيث كانت متفوقة في دراستها ومذاكرتها ، فَذَكرت فيها تلك الصفة بإطراء وإعجاب فأصبحت تعاني من عدم القدرة على التركيز ولا تستطيع أن تقرأ أكثر من سطر واحد في الكتاب المقرر 0
وقد كانت الفتاة تشعر بضيق شديد وخوف مؤلم في القلب صباح كل يوم سوف يأتي المعالج لرقيتها بالرقية الشرعية ، بالرغم من أننا كنا نخفي عليها قدر الإمكان موعد مجيئه في الأيام الأُول ، لدرجة أنه مع تكرار هذا الأمر أصبحت تعرف الموعد المحدد بالضبط الذي سوف يأتي به 0
واستمر جدول الرقية والعلاج ، وشعرنا بتحسن ملحوظ ، حيث كانت في بادئ الأمر لا تستطيع الصلاة ولا الذكر ولا الدعاء إلا بصعوبة بالغة ، وكان التركيز في هذا الأمر من قبلي أنا ، حيث كنت أقرأ عليها ، وأغسلها بالماء ، وكذلك أقوم بدهن كامل جسمها بالزيت المقروء عليه ، وقد كان يتم كل ذلك بصعوبة بالغة ومقاومة شديدة ، وبعد فترة من العلاج والاستشفاء بالرقية الشرعية واتخاذ الأسباب الحسية المباحة تحسن حالها وأصبحت لديها القدرة على الصلاة والذكر والدعاء ، وكانت تُعيننا في المحافظة على بعض الأوراد والأذكار ، وأصبحت تغتسل بالماء المقروء عليه من تلقاء نفسها ، ثم تحسن الحال معها حيث أصبحت لديها القدرة على أن تقرأ في الماء ، وقد حاول الخبيث منعها من ذلك بأن يصرعها أو يخنقها أو يجعلها تتقيأ باستمرار ، ولكنها كانت صابرة محتسبة مستعينة بالله سبحانه وتعالى وطبعاً كانت الغلبة من نصيبها 0
وقد تمت كافة الأحداث المشار إليها آنفاً قبل شهر سبتمبر 2000 م الموافق جمادى الأول 1421 هـ دون أن يتكلم الخبيث مع أحد قط ، وفي نهاية شهر رمضان من العام نفسه نطق على لسانها لأول مرة ، وقد حدث ذلك الموقف أمامي بعد إلحاح مني وعرض المساعدة عليه ، وادعى أن اسمه عليّ وأنه يحبها حباً شديداً ، وذكر لي مدة الثلاث سنوات ، ولا أدري إن كان يقصد بذلك أنه دخل بها وعمرها آنذاك ثلاثة أعوام ، أو أنه يُذكِّرُ بصرعه إياها للمرة الأولى قبل ثلاث سنوات ، وإن كانت الأحداث ترجح لي المعنى الأول ، ومما ذكره لي أنه يعشقها ولا يستطيع التخلي عنها وأنه لن يقبل مطلقاً أن تكون لغيره ، وأنه يختار الموت على فراقها ، وقد سألته عن الشيء الذي أدّعى أنه ضحى به لأجلها ، فبين لي أنه قد تخلي عن أمه وأباه وأهله جميعاً من أجلها ، فبدأت دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة وذكرته بالله وباليوم الآخر وأوضحت له أن فعله لهذا الأمر حرام ولا يجوز في حق الله ولا في حقه ولا في حق غيره ، فقال لي : أريد أن أتزوجها ، فبينت له استحالة ذلك الأمر وأنه من عالم وأنها من عالم آخر يختلفان في الخلقة والطباع والتصرفات ، ويستمر ذلك الخبيث ليطل عليّ بوجهه الخبيث وأباطيلة التي كانت تدور على محور كلامه السابق ، وأعترف أنني كنت في بادئ الأمر أدعوه وأحاول معه بالحسنى ، وعرضت له مساعدتي للتوبة النصوح أولاً ، وللخروج من هذه المسكينة ثانياً ، فما زاده ذلك إلا طغياناً وكفراً وتجبراً ، ، فلجأت معه إلى استخدام أسلوب آخر يعتمد على الاستفزاز والتعذيب النفسي كقولي له : بأننا سوف نزوجها ، أو أن أقول له : زواجها قريب بإذن الله تعالى ، أو هي تكرهك ولا تحبك وغير ذلك من الأمور التي كانت تجعله يصيح بأعلى صوته حتى يختنق كما كانت تراه هيّ ، وقد أخبرتني عدة مرات بعد أن تصحو مما هيّ فيه – نوبة الصرع - بأنه عند سماعه مثل هذا الكلام كان يزيد في إيذائها ولم تكن تعلم سبب صياحه واختناقه ، إلا أنني بعد قراءتي لموسوعة الأخ أبو البراء علمت خطأ ذلك التصرف وأنه لا بد من الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وحده دون اللجوء إلى أساليب الاستهزاء والاستفزاز ، واكتفيت بالرقية الشرعية علماً بأن هذا الخبيث لم يتكلم مع أحد غيري ، حتى ذلك الأخ الذي يشرف على علاجها ، وقد قمت ذات يوم بتسجيل صوته إلا أن المعالج قام بإتلاف الشريط حرصاً على المصلحة الشرعية ، وقد كنت ألجأ في كثير من الأحيان إلى تشغيل المسجل في المنزل بسورة البقرة كاملة وأحياناً بكامل القرآن وقد كان يستمر هذا الأمر نهاراً وليلاً ، وقد كان الخبيث يتأذى كثيراً من الآيات التي يكثر فيها ذكر الزناة ، وكذلك الآيات التي تبين فضل الحافظين لفروجهم ، وقد كنت أحياناً ألجأ إلى إلصاق سماعة التسجيل في الأماكن التي تشعر فيها بألم في الجسد ، وقد أدى استخدام الأساليب والوسائل الشرعية والحسية إلى تطور حالة الفتاة إلى الأحسن وذلك فضل من الله سبحانه وتعالى أولاً وأخيراً ، ويستمر الأمر في تحسن ملحوظ لدرجة أن الفتاة أصبحت تعتمد على نفسها في كثير من شؤون حياتها الخاصة والعامة ، واستغنت عن ملازمتي إياها ، وبدأت بعون الله سبحانه وتعالى بحفظ سورة البقرة وذلك في الأسبوع الأول من شوال الماضي ، وكانت تسمّع لي ما حفظته ثم تكمل الباقي قراءة تلاوة ، حيث أصبحت تحافظ على تلاوة سورة البقرة يومياً ، وبطبيعة الحال فإن ذلك لم يحدث بسهولة ، حيث أنها في بداية الأمر كانت تقرأ البقرة يومياً في أواخر شهر رمضان المبارك وكنت أجلس بجوارها أقرأها عليها ، وما أن تبدأ حتى ترى صفحات القرآن الكريم تتلاشى أمام ناظريها كي تصبح صفحات بيضاء ، ولكن ذلك لم يثن من عزيمتنا ، فأصبحتُ ألقنها ما تقرأ من القرآن ودخلنا معه في تحد بأنها سوف تحفظ سورة البقرة ولم نُعِد التحدي لقدرتنا نحن ، إنما نعلم يقيناً أن الله معنا وهو القادر على كل شيء ، ودخل الخبيث بضعفه وقلة حيلته يتحدى وقد نسي أن مقادير الأمور بيد الله سبحانه وتعالى وهو القائل " إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب " ، وبدأ الصراع ، صراع بين الحق والباطل ، حتى قلت حيلته بفضل الله سبحانه وتعالى وكرمه ومنه ولم يعد بمقدوره طمس صفحات القرآن الكريم أمام ناظريها ، ولم يعد كذلك باستطاعته أن يتهجم عليها ذلك الهجوم بصورته البشعة ، وعندما رأى الإصرار والعزيمة التي كنا نستمدها من كتاب ربنا وسنة نبينا لجأ هذا الطاغية إلى تمزيق المصحف بحقد وكراهية تبدو على وجهه حينما كان يتلبسها ، ومن رأى طهوره على محياها أيقن يقيناً لا يشوبه شك أن تكون تلك هيّ الفتاة الصغيرة الطيبة الوديعة ، وقد فعل ذلك الأمر مرتين في شهر رمضان المبارك ، وإحداها في المسجد بعد صلاة القيام وفي الثلث الأخير من الليل ، وقد احتفظت بالنسختين عندي ذكرى جريمة هذا الأفاك وطغيانه وعِتيه على ربه 0
والحاصل في الأمر أنه ما أن أهل علينا عيد الأضحى أو بعده بقليل إلا والفتاة تحفظ سورة البقرة وسورة آل عمران ، وتتلوهما : الأولى يومياً ، والثانية كل ثلاثة أيام بمعدل عشر صفحات يومياً على وجه التقريب ، ثم منّ الله سبحانه وتعالى عليها فاستطاعت حفظ سور : ياسين والصافات والدخان والحجر والمعارج ، ودخلت في برنامج تسميع يومي ، إضافة إلى برنامجها المعتاد : الرقية الشرعية ، والاغتسال بالماء المقروء عليه ، واستخدام زيت الزيتون لدهن جميع أنحاء الجسم ، واستخدام العسل الطبيعي ، والمحافظة بشكل عام على الصلوات والدعاء والأذكار ونحو ذلك مما ينبغي للمسلم أن يحافظ عليه 0
كل ذلك أدى بفضل الله سبحانه وتعالى لتحسن كبير عند الفتاة ، وانقطعت عنها الآلام ، وأصبحت متباعدة جداً ، وقلت عنها الاعتداءات من قبل هذا الخبيث ، وذات يوم صرعها في دورة المياة ومزق ثيابها وقد حاول الاقتراب منها إلا أنها رأته في حالة مزرية وهو يقول : نار 000 نار 000 أحرقتني 000 أحرقتني ، واستمر هذا الوضع ما يقارب النصف ساعة ، فعندما استبطأت خروجها ، دخلت عليها الحمام وأفاقت بطريقة كنت أعرفها خاصة عندما يفر هذا الخبيث سريعاً 0
كل تلك الأحداث الأخيرة والمتلاحقة سراعاً أفرحتنا كثيراً ، وعلمنا يقيناً أن الله سبحانه وتعالى معنا ، كيف لا وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، بل وبشرنا الأخ المعالج الذي يشرف على علاجها ، فعاودها في اليوم الثاني بشكل هذا الأخ ليحاول أن يثبط من عزيمتها وإصرارها ، ويزرع في نفسيتها أمور مستقبحة كي تحمل انطباعاً بشعاً عن هذا الأخ الكريم ، وكادت الفتاة أن تتحطم نفسياً لولا رحمة الله سبحانه وتعالى ووقوفي معها في ذلك الوقت ، حيث كنت على اتصال بالأخ أبو البراء الذي كان يوجهنا فيما ينفع من استخدام الأمور الشرعية والحسية ، كاستخدام المسك الأبيض قبل النوم ، وكذلك استخدام الملح الصخري والزيت والماء ونحو ذلك من أمور أخرى ، وكنا نقرأ عليها الرقية الشرعية، وكذلك سورة البقرة كاملة وما تيسر من القرآن والأدعية المأثورة الثابتة ، وقد عانت الفتاة في بداية الأمر من حرقة وحكة شديدتين ، إلا أنه بفضل من الله سبحانه وتعالى تلاشت كافة هذه الأمور ولم تتكرر عليها تلك الاعتداءات مطلقاً 0
واستمر الخبيث في محاولة إيذاء الفتاة بكل ما أوتي من حول وقوة ، وذات يوم كانت تحمل إبريق ماء ساخن فصرعها واندلق عليها الماء الساخن وتأذت من ذلك الأمر كثيراً ، علماً بأننا قد حذرناها جميعاً من الاقتراب من الأشياء الحارة أو لمسها ولكن الخبيث أحياناً كان يسيطر على تفكيرها فينسيها ذلك، ولكننا كنا نحتاط ونتنبه لهذا الأمر بحول الله وقوته0
وفي أحد المرات وكعادة الخبيث فقد سيطر على تفكيرها فحملت قدر ماء يغلي وحاول أن يصرعها في ذلك الموقف إلا أنه لم يستطع ذلك لضعفه وانهيار قوته ، وهذا فضل من الله سبحانه ، فما كان منه إلا أن دفعها للأمام بقوة شديدة ، فانسكب الماء بعيداً عنها بقدرة الواحد الأحد سبحانه وتعالى 0
ومن المحاولات المستميتة لهذا الطاغية للنيل من تلك الفتاة أن تعرض لها ذات يوم وقصده كتم أنفاسها بيديها ، وقد كنت جالسة آنذاك بجوارها منشغلة في الكتابة ، وانتبهت لها وهي ترفس بقدميها ، ولولا مشيئة الله وستره لربما قتلها الخبيث ، والأمر الملفت للنظر أنه كانت له القدره في التصرف بيديها سواء كانت نائمة أو مستيقظة ، ولكن هذا الأمر أصبح في تناقص مطرد ولله الحمد والمنة 0
ومن الأمور النافعة التي أدت إلى تحسن الفتاة تحسناً ملحوظاً استخدام جهاز كهربائي صغ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hanan22
مشرفاتنا
مشرفاتنا
hanan22


انثى
عدد المساهمات : 492
تاريخ التسجيل : 10/09/2012
تاريخ الميلاد : 06/06/1997
العمر : 26
الموقع : جوجل

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 11:00 pm

نشالله
عادل طفل مسيحي ذكي في التاسعة من عمره ، كان ذات يوم في طريق العودة مع أبيه من الكنيسة و في ذهنه تدور تساؤلات كثيرة فسأل والده في براءة :

عادل: أبي ، لماذا يلبس القسيس ملابس سوداء؟

الأب: لكي يعرفه الناس !

هز عادل رأسه بطريقة توحي بعدم اقتناعه وبعد مسافة قصيرة سأل عادل أباه : أبي ، لماذا أراك تُقَبِّل الصليب كثيراً؟

أجاب الأب: لأن يسوع المسيح صُلِبَ عليه يا عادل

رد عادل في براءة الأطفال قائلا : لكنني أكره هذا الصليب

قال الأب وقد بدا عليه الضجر من أسئلة عادل: ولماذا تكرهه؟

أجاب عادل: لأن يسوع المسيح تعذب ومات عليه

الأب: لكنه مات من أجلك يا عادل!

عادل: من أجلي!! وكيف ذلك

الأب: لكي يُكَفِّر عنك خطيئة أبيك آدم حين أكل من الشجرة

عادل: وما دخلي بخطيئة أبي آدم؟ هل أنا مسؤول عن خطايا جميع الناس الذين خلقهم الله؟

الأب: هذا أمر ستفهمه عندما تكبر يا عادل

استمر عادل في طريقه للمنزل صامتاً وهو يتمنى من داخله أن يأتي ذلك اليوم الذي يكبر فيه ويجد الإجابة عن جميع أسئلته ..

عادل كبر وكبرت الأسئلة في ذهنه وأصبح عمره خمس عشرة سنة .. فكر عادل مرة في أن يناقش أمه لعله يجد إجابة شافية عندها :

عادل: أمي إذا كان المسيح هو الذي خلقنا فمن الذي خلق المسيح؟

الأم: ولماذا تسأل هذا السؤال يا حبيبي ألا تعلم أن المسيح هو الخالق الذي خلق الكون كله؟

عادل : لكن المسيح يا أمي قد ولد من بطن أمه فمن الذي خلق السيدة العذراء؟

الأم : المسيح أيضا يا حبيبي

عادل: ولماذا دخل بطنها بعد أن خلقها ليولد كما يولد الأطفال؟ وكيف يمكن أن يكون لله الذي خلق الكون أمّا ؟

الأم : أنت تسأل عن أمور كثيرة يا عادل وسوف تعرف الإجابة عنها بمفردك عندما تكبر ، من الأفضل لك الآن أن تراجع دروسك لأن موعد الامتحانات قد اقترب

ترك عادل أمه ودخل غرفته لكي يراجع مادة الرياضيات وفي ذهنه سؤال كبير: هل سيأتي ذلك اليوم الذي يجد فيه إجابة شافية لجميع أسئلته؟؟

نجح عادل بتفوق في الثانوية العامة ودخل كلية الهندسة ولم يَنْسَ حلمه القديم ، فقد كانت الأسئلة تثور في ذهنه بين الحين والآخر و كان يقول في نفسه : الآن لم أعد صغيراً ولابد أن أجد إجابة عن كل الأسئلة التي تدور في ذهني ، ولكن .. وآهٍ من لكن.. كانت مذاكرته لا تتيح له الوقت الكافي لكي يبحث عن إجابة شافية لكل هذه الأسئلة ... لكن سؤالاً واحداً كان يؤرقه بشدة وهو : ماذا لو مت الآن؟ هل سيحاسبني الله لأني لم أجتهد في الوصول للحقيقة كما أجتهد في المذاكرة؟ .. فكر عادل قليلا ووجد أن الإجابة المنطقية هي : نعم ؛ لأن الدين هو أهم شيء في حياة الإنسان وأن المذاكرة ما هي إلا وسيلة وليست هدفاً .. كان عادل يشعر في داخله أن المسيحية بها الكثير من التناقضات والأمور المبهمة .. لقد تحير عقله كثيراً كلما قرأ عن شخصية المسيح في الكتاب المقدس .. أهذا حقاً هو الرب الذي خلق السماوات والأرض.. إن حديث الكتاب المقدس عن المسيح لا يختلف عن حديثه عن نبي من الأنبياء .. حتى كلام المسيح نفسه إنه يتحدث عن نفسه كما يتحدث أي بشر عادي ! لماذا لم يعترف لليهود صراحةً أنه هو الله الذي يجب أن يعبدوه؟ هل كان خائفا منهم؟ لا .. إن الرب لا يخاف .. فماذا إذن؟ كان عادل يشعر في قرارة نفسه أن دين المسلمين ليس به كل هذه المتناقضات .. كل الأمور واضحة عندهم ..

كم يحسد زملاءه المسلمين في الدفعة لأنهم لا يعانون مثل هذه الحيرة .. كان عادل يعرف الكثير منهم معرفة شخصية وبعضهم من المتدينين ، لكنه بدلاً من أن يحاور أيَّاً منهم ويستفهم منه عن الإسلام لعله يجد إجابة شافية عن أسئلته - وليته فعل - اتصل عادل بزميله جورج ودار بينهم هذا الحوار :

عادل: كيف حالك يا جورج؟ إني أريد أن أكلمك في موضوع مهم

جورج: وما هو يا عادل؟ .. كلي آذان صاغية

عادل: جورج ، أخبرني بصراحة لماذا تؤمن أن المسيح هو الله؟

جورج ( متعجباً ) : وهل هذا سؤال يا عادل؟ هل عندك شك في هذا؟

عادل : أريد أن أسمع منك إجابة واضحة يا جورج وأرجو ألا تفهمني خطأ

جورج: لأن أبانا أخبرنا ذلك في الكنيسة منذ أن كنا صغاراً و هذا ما تعلمناه في المدرسة و أبي و أمي وإخوتي كلهم...

قاطعه عادل قائلا: ولكننا الآن أصبحنا كباراً ولابد أن تصير لدينا قناعة ذاتية بأهم أمور الدين ولا يكفي أن نعتمد على ما قاله لنا الأب أو المدرس في المدرسة و...

جورج: ماذا دهاك يا عادل؟ هل تتصل بي في هذه الساعة لكي نتحدث في هذه الأمور؟ ألا تعلم أن عندنا امتحان ميكانيكا غداً؟

عادل : لكن هذا الكلام أهم من الامتحان صدقني

جورج: ماذا تقول يا عادل؟ إنني أريد أن أحصل على تقدير هذا العام لا ككل مرة .. هيا هيا أمامك العمر طويل بعد أن تتخرج من الكلية فكر واقتنع فيه كما تشاء .. هيا إنني أريد أن أراجع مسائل العام الماضي

أشفق عادل على جورج وأدرك أنه لن يشعر بما يشعر به مهما حدثه وأنهى معه المكالمة ثم انكب على مذاكرة الميكانيكا ..

مرَّت أعوام الدراسة على عادل سريعة و تخرج بتقدير جيد جداً ثم بدأ رحلة البحث عن عمل ولم يتعب كثيراً فقد وجد عملاً بسهولة .. أحب عادل عمله الجديد و كان يظل فيه أكثر ساعات النهار وعندما يعود ليلاً كان ينشغل في أمور متعددة حتى يحين ميعاد النوم فينام مبكراً لكي يذهب إلى عمله في الصباح وهكذا دواليك ...

وفي يوم بينما كان عادل مستلقياً على سريره يداعب النوم عينيه فكر في نفسه هل حقق أهدافه التي كان يخطط لها في صغره؟ لقد تخرج من كلية مرموقة بتقدير مرتفع ووجد عملاً جيداً وها هو على مشارف الزواج... فكر عادل قليلاً ووجد أن هدفاً واحداً لم يتحقق ، إنه الاقتناع الكامل .. سأل عادل نفسه : ماذا تنتظر؟ ألم تتخرج من الكلية؟ ألم تستقر في وظيفتك؟ ألم تتحرر من أغلب القيود التي كانت عليك وأصبحت قادراً على اتخاذ قرارك بنفسك؟ ماذا تنتظر إذن؟ لماذا لا تحاول البحث عن الحقيقة التي تروي ظمأك الروحي وتشبع رغبتك في اليقين الكامل؟ كان عادل في قرارة نفسه يوقن أن الدين الحق إن لم يكن هو المسيحية فلا بد أن يكون هو الإسلام ولا ثالث لهما لما يعرفه عن الإسلام من خلال تعامله مع مسلمين ورؤيته لمناسك دينهم وتأثره بأخلاقهم .. كم كانت نفسه تمتلئ بالإعجاب والانبهار كلما تذكر تلك الآيات من القرآن التي قرأها صدفة في أحد مواقع الانترنت .. إنه يشعر أن هذا الأسلوب ليس بأسلوب بشر ولكنه صادر عن قوة عليا محيطة بكل شيء وتملك كل شيء!

فكر عادل أن يقوم من السرير لكي يبحث في الإنترنت عن المواقع الإسلامية الموجهة لغير المسلمين وتشرح أساسيات العقيدة الإسلامية وتخاطب المسيحيين أساسا - وليته فعل كما فعل الكثيرون !! - لكنه نظر إلى ساعته فوجدها اقتربت من الثانية عشرة وتذكر أنه على موعد هام في عمله في السابعة صباحاً فقرر أن يؤجل هذا الأمر للغد حتى يتمكن من الاستيقاظ باكراً ..

جاء الغد وانشغل عادل بعمله كالمعتاد ثم رجع إلى البيت منهكاً ، مرَّ طيف الفكرة التي عزم عليها أمس على ذهنه لكنه وجد نفسه متعَباً وقرر تأجيلها إلى اليوم التالي ..

مرَّ يوم من بعد يوم وانشغل عادل في العمل أكثر وأكثر ، وكان عادل قد حاز رضى رؤسائه ووضعوا ثقتهم فيه حتى تم ترقيته إلى منصب أعلى في الشركة التي يعمل فيها وأصبحت مشاغله أكثر وصار يقضي في العمل أوقاتاً أطول ..

لم تنقطع صلة عادل بالكنيسة طول هذه المدة فقد كان يذهب إليها يوم الأحد بطريقة روتينية و يؤدي الصلاة بلا روح دون أن يشعر أن لها أي تأثير على حياته ..

مرَّت السنون على عادل وقد تزوج وأنجب وصار وضعه في العمل أفضل حتى صار في مركز إداري هام في الشركة ولما يتجاوز الخامسة والثلاثين بعد ..

كان حلمه القديم يراوده بين الحين والآخر لكنه لم يكن يتجاوز دائرة تفكيره .. كان يشعر بتأنيب في ضميره أنه قد بلغ ما بلغ ولمَّا يبذل أي محاولة جادة في البحث عن الحقيقة لكنه كان يعلل نفسه كل مرة بأن العمر أمامه طويل و ما لا يدركه اليوم قد يدركه غداً...

مر عام يتلوه عام وانشغل عادل في دوامة الحياة .. وبينما كان في المصيف يوماً وقد وقف على شاطئ البحر يفكر في عظمة خلق البحر لا يرى له نهاية سأل نفسه أيمكن لهذا البحر الهائل ذي الأمواج المتلاطمة أن يكون خالقه عاجزاً أن يدفع عنه أذى البشر حين وضعوه على الصليب وناله من الأذى ما ناله؟ هل يكون خالق هذا الكيان العظيم هو من يقرأ عنه في الإنجيل أنه كان يأكل ويشرب وينام؟! لماذا كان يشرب إذا كان بإمكانه خلق كل هذه الكمية من المياه؟ ابتسم عادل في نفسه حين شعر بطرافة السؤال ، لكن لم يلبث أن صاح بأعماقه صوت طالما أخمده طول التسويف : أما آن لك يا عادل أن تبحث عن الحقيقة؟ أترى أن هذا الضمير الذي يؤنبك يكذب عليك ويخدعك؟ هل خدعك ضميرك الذي تصغي له في عملك دائما مرة واحدة لكي يخدعك هذه المرة؟ لماذا تلتفت إليه في عملك بالشركة ولا تلتفت إليه في عقيدتك؟ راودته سريعاً فكرة أن يلبس ملابسه ويدخل أي إنترنت كافيه ليبدأ رحلته إلى اليقين ويتعرف أكثر على الإسلام - وليته فعل ! - لكنه سرعان ما استثقل الفكرة ورأى أن ذلك قد يمنعه من الاستمتاع بالمصيف ، و كالعادة قرر أن يؤجل هذا الأمر حتى يعود إلى بلده لكي يكون بحثه أكثر جدية !!

رجع عادل إلى منزله و شغلته دوامة الحياة مرة أخرى و نسي ما عزم عليه من قبل .. و في يوم من الأيام بينما كان يقرأ الجريدة أخذت طفلته الصغيرة ماريان تلعب بين يديه ثم سألته فجأة في براءة قائلة: أبي ، من هو الإله الذي يعبده المسلمون؟!

فوجئ عادل بسؤالٍ كهذا أن يخرج من طفلة في مثل سنها وقد نسي أنه كان يسأل أسئلة مثلها حينما كان صغيراً مثلها واستطاع بصعوبة أن يخفي تعجبه من السؤال الذي أثار في نفسه كثيراً من الأشجان ووخزات الضمير ..

فسألها : ولماذا تسألين هذا السؤال؟

الابنة في براءة: لأن لي صديقات مسلمات في المدرسة وهنَّ طيبات جداً وأراهنَّ يصلين صلاة جميلة وأريد أن أعرف هل سيدخلن النار؟

أُُسْقِطَ في يد عادل حينما سمع رد ابنته ولم يستطع أن يرد عليها لأنه نفسه لم يكن يعرف إجابة يقينية وتمنى كثيراً لو أنه عرف الإجابة لكنه للأسف لم يبذل أي محاولة جادة حتى الآن ..

لم تلبث ماريان أن أردفت بسؤال آخر : أبي لقد رأيت يوما قسيساً يصلي لتمثال يسوع المسيح داخل الكنيسة ورأيت أمي تدعو أمام صورة المسيح ، فهل توجد تماثيل وصور مثل ذلك داخل مساجد المسلمين؟ وهل المسلمون يعبدون الله أم المسيح؟

لم يستطع عادل أن يخفي دهشته هذه المرة من أسئلة ابنته المتتابعة و خاصة سؤالها الأخير ، إلا أنه تمالك نفسه أخيراً فلم يكن يحب أن تفقد ابنته ثقتها فيه فأجابها بطريقة آلية: عندما تكبرين سوف تعرفين الإجابة عن جميع أسئلتك يا حبيبتي !

في هذه اللحظة كان عادل يعاني سيلاً جارفاً من وخزات الضمير وهو يشعر أنه خدع ابنته وتمنى في هذه اللحظة أن يعترف أمامها أنه لا يدري الإجابة وأنه يجب أن يبحثا سوياً عن إجابة هذه الأسئلة من الآن - وليته فعل فالحقيقة هي أسمى ما يسعى إليه الإنسان - إلا أنه خاف أن تهتز صورته أمام ابنته فاستمر في قراءة الجريدة !!

مرت ستة أشهر على هذه الحادثة وأصيب عادل بمرض خطير - وهو ما زال في الأربعين من عمره - وتدهورت حالته سريعاً حتى لزم الفراش وأيقن الأطباء أن وفاته أصبحت وشيكة ..

أصبحت زوجة عادل وابنته لا تفارقان فراشه .. وذات يوم وهنَّ ينظرن إليه وهو يتألم ولا تملكان له شيئا لمحت ماريان كآبة عجيبة علت وجه أبيها وظلمة وعُبوس لم تر مثلهم على وجه إنسان قط ، فامتلأ قلبها رعباً ثم سكنت أعضاء عادل إلى الأبد .. لقد مات عادل .. مات ولم تَكْفِهِ أربعون سنة كاملة أن يتجرد فيها لمرة واحدة كي يبحث عن الحق ..

بكت ماريان كثيراً على أبيها ، ثم مرت عليها أعوام تلو أعوام و بينما كانت تذاكر دروسها الجامعية ذات مرة ثار في خاطرها طيف أبيها و تذكرت منظره قبل موته ثم فكرت هل يمكن أن يكون هذا حالها عندما تموت؟ وهل لهذا علاقة بأسئلتها الحائرة؟

توقفت ماريان عن المذاكرة وسرحت أفكارها في هذه الأسئلة الحائرة التي لم تعرف بعد إجابة شافية عنها ومر بفكرها أمور كثيرة تمثل مناطق مظلمة في ذهنها كالتثليث والأقانيم الثلاثة والخطيئة الموروثة والاعتراف والأسرار السبعة و... فكرت ماريان أن تبدأ فوراً ببحث متجرد يشفي أنين روحها ، إلا أنها قررت تأجيل الفكرة حينما نظرت إلى ساعتها وتذكرت أن موعد المسلسل العربي قد حان - وليتها لم تفعل!!


والآن هل تكونون كعادل وماريان؟تعجبكم الرواية :تصفيق:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥ڔڼــــۉؤۉشَـۃ♥
نائباتنا
نائباتنا
♥ڔڼــــۉؤۉشَـۃ♥


انثى
عدد المساهمات : 3122
تاريخ التسجيل : 25/07/2012
تاريخ الميلاد : 08/03/1997
العمر : 27
الموقع : ملوكـ غير ـة
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : ى

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالسبت أكتوبر 27, 2012 8:05 pm

يسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلموووووووووو
لابغاع لابغاع لابغاع لابغاع لابغاع لابغاع لابغاع
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
لابغاع لابغاع لابغاع لابغاع لابغاع لابغاع لابغاع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة رغد
مشاركة
مشاركة
عاشقة رغد


انثى
عدد المساهمات : 120
تاريخ التسجيل : 28/10/2012
تاريخ الميلاد : 17/05/1998
العمر : 25
الموقع : في احلى منتدى
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : الب

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالأحد أكتوبر 28, 2012 5:00 am

ههههههههههههههههههه ذكي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
malak kanz
مراقباتنا
مراقباتنا
malak kanz


انثى
عدد المساهمات : 1904
تاريخ التسجيل : 30/06/2012
تاريخ الميلاد : 02/04/2000
العمر : 24
الموقع : maloka.hooxs.com
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : n

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالإثنين أكتوبر 29, 2012 12:40 am

اقال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مرام
عضوهه
عضوهه
avatar


انثى
عدد المساهمات : 49
تاريخ التسجيل : 28/10/2012
تاريخ الميلاد : 27/02/1999
العمر : 25
الموقع : السودان

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالأربعاء أكتوبر 31, 2012 8:54 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]الققصه كتيييييييييييييييييييير حلوه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تحياتي لمن دمر حياتي
نائباتنا
نائباتنا
تحياتي لمن دمر حياتي


انثى
عدد المساهمات : 2951
تاريخ التسجيل : 10/09/2012
تاريخ الميلاد : 27/02/2000
العمر : 24
الموقع : العراق البصرة
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : ى

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالأربعاء أكتوبر 31, 2012 8:56 pm

يسلمو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥روعة فلسطين♥
مشرفاتنا
مشرفاتنا
♥روعة فلسطين♥


انثى
عدد المساهمات : 247
تاريخ التسجيل : 29/07/2012
تاريخ الميلاد : 21/08/1998
العمر : 25
الموقع : في قلب فلسطين
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : hh

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالخميس نوفمبر 01, 2012 7:53 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تحياتي لمن دمر حياتي
نائباتنا
نائباتنا
تحياتي لمن دمر حياتي


انثى
عدد المساهمات : 2951
تاريخ التسجيل : 10/09/2012
تاريخ الميلاد : 27/02/2000
العمر : 24
الموقع : العراق البصرة
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : ى

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالخميس نوفمبر 01, 2012 10:49 pm

شكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hanan22
مشرفاتنا
مشرفاتنا
hanan22


انثى
عدد المساهمات : 492
تاريخ التسجيل : 10/09/2012
تاريخ الميلاد : 06/06/1997
العمر : 26
الموقع : جوجل

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالسبت نوفمبر 03, 2012 7:54 pm

واو شكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
malak kanz
مراقباتنا
مراقباتنا
malak kanz


انثى
عدد المساهمات : 1904
تاريخ التسجيل : 30/06/2012
تاريخ الميلاد : 02/04/2000
العمر : 24
الموقع : maloka.hooxs.com
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : n

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالسبت نوفمبر 03, 2012 11:10 pm

:grggtgb:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جمال الـروح
نائباتنا
نائباتنا
جمال الـروح


انثى
عدد المساهمات : 2634
تاريخ التسجيل : 19/10/2012
تاريخ الميلاد : 21/07/2000
العمر : 23
الموقع : منتدى ملاك اسماعيل
اوسمتـــــــــــــــــــــــــــي : ا

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالأربعاء فبراير 06, 2013 11:30 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لنوشا
مشاركة
مشاركة
لنوشا


انثى
عدد المساهمات : 1233
تاريخ التسجيل : 02/12/2012
تاريخ الميلاد : 20/10/1998
العمر : 25
الموقع : في بيروت الحبيبة

ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة   ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة Emptyالثلاثاء فبراير 26, 2013 11:09 pm

شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maloka.hooxs.com/
 
ذكاء لص وقوة حجتة في مناظرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ღمنُتَدىْ مَلاكّ اِسِمٰاعيلْ الكنّزُ ّمهمَا صٰارْღ :: الاقسام الاجتماعية :: ®-¦[ قَصْصْ مَنَوْؤعَهْـ ™-
انتقل الى: